أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الحساسية الزائدة والتضايق لمشاكل الآخرين وتعظيم الأمور البسيطة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا أعاني من الحساسية الشديدة من أي شيء حتى لو كان تافها، وأعاني من إحساسي بالذنب الفظيع والذي يزداد تجاه الآخرين، أكثر من إحساسي بنفسي - بمعنى أنني من الممكن أن أحس بالذنب تجاه الزملاء والأقارب والأصدقاء نتيجة موقف بسيط جداً، ولكن أنا أعتبرة كبيرا، ومع أن الجميع يؤكدون لي أن الموقف لا يستاهل، فماذا أفعل؟

وأيضاً أنا أتضايق جداً لمشاكل المحيطين بي أكثر من تضايقي لنفسي، ومشاكل الآخرين تسبب لي تعبا، وأنا رومانسية جداً، والآن أصبحت لا أثق في أحد بسهولة، وعندما أثق في أحد تكون الثقة عمياء؛ لذلك أتضايق من أقل موقف من هؤلاء الذين أثق بهم، وأنا من الممكن أن أضحي بأي شيء من أجل الآخرين حتى لو كانت حياتي، وأنا خدومة جداً برأي كل الزملاء والأصدقاء فماذا أفعل.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Life حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الأعراض التي ذكرت في رسالتك هي انعكاس حقيقي للبناء النفسي لشخصيتك، ونعرف أن هنالك عدة أنواع من الشخصيات، هنالك الشخصية الحساسة، هنالك الشخصية القلقة، والشخصية الوسواسية، الشخصية الغضوبة، الشخصية المندفعة، الشخصية الاكتئابية، الشخصية الاعتمادية، الشخصية الانطوائية، الشخصية الغير انفعالية، الشخصية المضادة للمجتمع، الشخصية الأحادية، وهكذا.. وهي في الحقيقة سمات ربما نجدها مجتمعة في بعض الأحيان في نفس الشخص أو جزء منها، أو ربما يتحلى الإنسان بسمة من سمات الشخصية الواحدة.

الذي أراه أنك بالفعل حساسة، وهذا بالطبع إن شاء الله فيه نوع من الخير والرحمة للإنسان الذي يعتبر للآخرين قبل أن يعتبر لنفسه، ولكن بالتأكيد لذلك مرض سلبي نفسي على الإنسان، ولذا الذي ننصح به هو أن تكوني سريعة في التعبير عن ذاتك، أي كل شيء لا يرضيك عليك أن تعبري عنه أولاً بأول، لا تتركي الأمور تتراكم وتحتقن؛ لأن ذلك يؤدي إلى الإحساس بالذنب في كثير من المواقف التي قد تكون منطقية.

وعليك أيضاً أن تسمعي نفسك صوت عقلك، بمعنى أن تقولي لنفسك: لماذا أنا حساسة لهذه الدرجة؟! لماذا أنا أكون دائماً أتحمل أعباء الآخرين وأحس بالذنب حيالهم؟! لابد أن أكون وسطية في تفكيري، لابد ألا أتأثر لكل أمر، لابد أن أكون أقوى من ذلك، عليك أن تخاطبي نفسك وتتحدثي مع نفسك، هذا إن شاء الله أيضاً فيه الكثير من الفوائد.

إن شاء الله من خلال الوظيفة التي تقومين بها، وهي وظيفة التدريس، وهي من أقيم وأنبل الوظائف، أرجو أن تشعري بقيمة ذاتك من خلال هذه الوظيفة، أنت تؤدين دورا رائعا، وأنا أعرف أن التدريس مهنة ضاغطة تتطلب الكثير من الجهد، فهذا يجب أن يشعرك بقيمتك أنك تقدمين الكثير للأجيال، وأنك غير مقصرة، وأنك إيجابية، هذا إن شاء الله يقلل من هذا الانفعال السلبي حيال الذات.

بالنسبة للوجدانية الزائدة والرومانسية؛ هي بالطبع أيضاً مرتبطة بالشخصية، ولكن الإنسان يجب أن يربط نفسه بالواقع أكثر، اعرفي أن في هذه الحياة مواقف تتطلب الجدية، وربما تتطلب القسوة والشدة، ولا نقول الظلم، يجب أن تتذكري ذلك، وعلى الإنسان أن يكون منفتحاً وأن يتوقع كل الاحتمالات، على الإنسان أن يكون شديداً حين يتطلب الموقف الشدة، وأن يكون معقولاً وهيناً حين يتطلب الموقف ذلك، أي أن الإنسان لابد أن تكون لديه الضوابط الداخلية بحيث يستطيع أن يتصرف بما يقتضيه الموقف، هذا هو الذي أراه.

سيكون أيضاً من الجميل بالنسبة لك إذا اكتسبت المزيد من المهارات الاجتماعية، وذلك بأن تحاولي أن تطوري من هواياتك في أوقات فراغك، وأن تلجئي إلى العمل الاجتماعي، وذلك بالانضمام إلى الجمعيات الخيرية وخلافها، وكذلك يا حبذا لو كانت هنالك مراكز لتحفيظ القرآن، يمكن أيضاً للإنسان أن ينضم لمثل هذه المراكز لأنها سوف تفيده وتزيد من مهاراته الاجتماعية وتقلل من حساسيته وانفعالاته في المواقف التي لا تتطلب الانفعال.

أود أيضاً منك أن تمارسي الرياضة، أي نوع من الرياضة، فالرياضة يمكن أن توازن الطاقات النفسية للإنسان، وتجعله يتخلص من كل طاقة زائدة، والطاقة من النوع الذي يؤثر عليه سلباً، ربما تستغربين هذا الكلام، ولكن الآن الأبحاث تدل أن الرياضة تقوي النفوس وتبني الشخصيات وتزيل الاحتقان النفسي، إذن القيمة النفسية للرياضة لا تقل مطلقاً عن القيمة الجسدية.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخوف والقلق الشديد من مواجهة المشاكل والأشخاص؟ 1305 الخميس 16-07-2020 06:12 صـ
أتمنى أن أتخلص من التردد والخوف الذي يقيدني ويشعرني بالعجز. 872 الثلاثاء 14-07-2020 03:06 صـ
عندما أغضب لا أستطيع كتمان غضبي نهائيا.. كيف أعالج نفسي؟ 1008 الثلاثاء 07-07-2020 05:58 صـ
أحس بالإحراج كثيرا ولا أستطيع مواجهة الناس، فهل من حل؟ 1300 الاثنين 06-07-2020 02:23 صـ
لا أستطيع التفكير إلا في رضا الناس.. كيف أتخلص من ذلك؟ 1965 الأربعاء 24-06-2020 03:47 صـ