أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو إيلاف حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي! كل الأدوية التي تناولتها تعتبر من الأدوية الجيدة والممتازة جدّاً لعلاج القلق والاكتئاب والمخاوف، وحقيقة الدواء يتطلب بعض الوقت حتى يتم البناء الكيميائي، ونحن دائماً نقول: إن فترة ستة إلى ثمانية أسابيع تُعتبر هي المدة المطلوبة للدواء حتى يأخذ فعاليته الصحيحة، وأنت والحمد لله الآن تتناول الدواء منذ ما يقارب الشهر، وحين تصلك إن شاء الله رد هذه الاستشارة سوف يكون قد مر عليك وأنت على العلاج مدة خمسة أسابيع، والذي أتمناه أن تستمر على العلاج أيضاً لمدة أسبوعين أو ثلاثة دون أن نفكر أو تفكر في أن نغيره وننقلك إلى مجموعة أخرى من الأدوية.

أرجو أن تلجأ أيضاً إلى الأساليب الأخرى غير الدوائية، فالدواء مهم وفعّال وضروري، ولكن أخي عليك أيضاً -ما دام هنالك ضيق في التنفس- أن تلجأ إلى تمارين الاسترخاء، فهي ممتازة وجيدة جدّاً.
أرجو يا أخي أن تستلقي في مكان هادئ، وتتخيل أنك في حالة استرخاء، وتفتح فمك قليلاً، ثم أغمض عينيك، ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، املأ الصدر وكذلك البطن، ثم بعد ذلك أمسك الهواء، ثم بعد ذلك أخرج الهواء في عملية الشهيق والزفير.
إخراج الهواء أيضاً يجب أن يكون ببطء وقوة... كرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات بمعدل مرتين أو ثلاث في اليوم.
وهنالك تمارين أخرى كثيرة للاسترخاء ربما تجدها في بعض الأشرطة والكتيبات الموجودة في المكتبات.

أرجو يا أخي أيضاً أن تعبر عمَّا في ذاتك، فهنالك بعض الأمور البسيطة التي قد لا ترضي الإنسان في تعامله مع الآخرين، ولكن من باب الذوق والأدب ربما يسكت الإنسان عليها، وهذا يؤدي إلى احتقانات نفسية داخلية، ولذلك أرجو أن تعبر عن نفسك فهذا ضروري جدّاً، وأرجو يا أخي دائماً أن تلجأ إلى التفكير الإيجابي.

من رحمة الله بنا أن العالم قد خلق بثنائية عجيبة، لكل شيء ما يقابله، إذا فكرنا في الشر فهنالك الخير، وحين نفكر في المرض فهنالك والحمد لله الصحة... وهكذا، فأرجو أن تبدل فكرك من فكر سلبي إلى فكر إيجابي...هذا أمر ضروري جدّاً.

فمثلاً الخوف من الموت، فالموت حقيقة ثابتة، وعلى الإنسان أن يكون متوكلاً ويسأل الله أن يهبه الصحة والعافية، وأن يهبه عيشة هنية وميتة سوية.

وبالله التوفيق.