أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : مترددة في القبول بخطبة شاب لتعلقه الشديد بأسرته، فما نصيحتكم لي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله

أنا شابة بعمر٢٦ سنة، تقدم لخطبتي شاب بعمر ٣٢ سنة، كلانا درسنا نفس التخصص، ونعيش في بلد أجنبي.

الشخص المتقدم ذو دين وخلق، والكل يشهد له بذلك، ولكنْ هناك أمور عدة، لا أشعر بالارتياح حولها، وهي:

أولاً: هو مسؤول عن أمه وأخيه المريض بالتوحد، والمسؤولية تامة، وهو متعلق بهم كثيراً، خصوصاً بعد وفاة والدهم بحادث حريق أليم، وعليه التزامات كثيرة تجاه أهله وأمه، والالتزام يومي، بحيث يلزمه قضاء وقت في بيتهم، وأخاف أن يؤثر ذلك على حياتنا، خصوصاً أنه أوضح أنهم في المرتبة الأولى بحياته.

ثانياً: هو شخص يحب الجلوس بالبيت كثيراً، ويعمل من المنزل، وأنا أعمل بالمستشفى، وأحب الخروج من المنزل.

ثالثاً: علمت مؤخراً أنه يتصدق بالمساجد، ويساعد الفقراء، ولكن هو مقصر جداً في نفسه، ومظهره الخارجي، أنا لست مادية، ولكن الأمر مبالغ به.

رابعاً: لا يملك رخصة قيادة، هنا كل شخص يملك رخصة بعمر السادسة عشرة، وسبب عدم امتلاك الرخصة أنه متكاسل، وأنه يعيش بالمدينة، وأنه متأثر بموت والده.

خامساً: قمت بصلاة الاستخارة عدة مرات، ولا أشعر بارتياح، وإنما شعرت بالقلق والرعب وضيق النفس كلما فكرت بالموضوع، لا أدري هل هو خوف من الموضوع أو إشارة بالبعد عنه؟ حتى إني صرت ألجأ للنوم، حتى لا أفكر بالموضوع، وعندما يرسل لي رسالة يتغير مزاجي، وأحس بالقلق الشديد.

هو شخص طيب لأبعد الحدود، ومتفهم، ومتدين، ويتحدث العربية، ولا يمانع من عملي، ويخطط لبناء أسرة إسلامية، وتربية الأطفال، ولكن عندما أتخيل حياتي معه أحس أني ذاهبة إلى السجن، فماذا أفعل؟

أهلي لا يريدونني أن أرفض، ولكن أحس بضيق شديد، مع أني كنت متقبلة الفكرة أولاً، ولما تحدثت معه أكثر صرت أخاف من الموضوع.

أرجو الرد والنصيحة، لأني كنت أفكر بالرفض غداً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شذى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أختي الفاضلة- في استشارات إسلام ويب.

نتفهم كثيراً المخاوف التي تمرين بها، فكل فتاة لها دافع فطري في أن تكون مستقلة بحياتها، وبناء بيت زوجيتها دون ارتباط أو تدخل من الآخرين، ولحل هذه المشكلة فإن هناك مسارين مهمين، تحتاج للتفصيل، ليسهل بعدها اتخاذ القرار المناسب:

المسار الأول: الخاطب الذي تقدم لك، حيث يتصف بالأخلاق الحسنة، والتدين، ويشهد له الجميع بذلك، كما يتميز بصفات أخرى تجعل منه شخصية فريدة ومتميزة، وهي بره بأمه، وتحمله مسؤولية أخيه المريض، واجتهاده في الكسب، وأيضاً حبه للفقراء والمساكين، وإنفاقه من ماله، وكل هذه الصفات تحقق فيه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير).

هذا الشاب اجتمع فيه التدين والخلق الحسن، وبره بأمه وتحمله للمسؤولية، والكرم وعدم البخل، وكلها صفات إيجابية، إضافة إلى ذلك أنه بادر إلى خطبتك، وكل هذه نقاط إيجابية ظاهرة لا تعيبه بشيء.

المسار الثاني: هو أنت -المخطوبة-، فرغم أنك لا تعيبين خلقه ودينه وأدبه، إلا أن لديك مخاوف، ليست من طرف الشاب نفسه، وإنما من واقعه الاجتماعي الذي تخشين أن يكون عائقاً للاستقرار الأسري، والاستقلالية في منزل الزوجية.

كذلك توجد بعض الصفات التي تخافين أن تعيق حياتك في المستقبل، وهذا تسبب بنوع من التردد والخوف والصراع النفسي، بين القبول مع هذه المخاوف وبين الرفض، مع ما في هذا الشاب من صفات حسنة.

وللجمع بين هذين المسارين نحتاج إلى عدة أمور:

الأول: مناقشة أدق التفاصيل والمخاوف مع هذا الخاطب، وهذا الذي ننصحك به، ففي فترة الخطبة -ووفق الضوابط الشرعية- يمكنك أن تحددي المخاوف التي في نفسك، ويتم مناقشتها بكل وضوح، وتشرحي لهذا الخاطب رغبتك في أن تكوني مستقلة بحياتك وأسرتك ومسكنك، وكذلك تبحثان عن حلول مشتركة تتفقان عليها لكل تلك النقاط، بحيث لا يتضرر أحد أو يحدث ظلم لأي طرف.

ثانياً: تقارب العقليات والاهتمامات جزء مهم جداً في تحقيق التفاهم، وبالتالي الاستقرار الأسري، فوجود تنافر يمكن أن يفسد العلاقة الزوجية أو لا يحقق الاستقرار، لذلك لا بد أن تدرسي تلك العادات والسلوكيات التي لا تطمئنين إليها، وهل يمكن تعديلها أو مناقشتها أو تغييرها بسهولة، أم هي صفات تستحكم في شخصية هذا الخاطب؟

تذكري أن التدين شيء والأخلاق والمعاملة شيء آخر، ففي الحديث: (من ترضون -دينه وخلقه-) وليس دينه فقط، فقد يكون الإنسان صالحاً في نفسه، لكنه سيء العشرة مع غيره، وكل الخير الجمع بينهما.

ثالثاً: مسؤولية الزواج، فرغم الصفات الجميلة التي يتحلى بها هذا الشاب تجاه أسرته، إلا أن الأسرة كذلك هي مسؤولية بحد ذاتها، وتحتاج لاهتمام وحقوق، وهذا يستلزم تغيير نمط حياة العزوبية والاستعداد التام لوجود أفراد جدد، لهم حقوق، كالزوجة والأبناء في المستقبل، وهذا يستلزم وجود عقلية قابلة للتعديل وتفهم المتغيرات، وكل هذا يحتاج لنقاش ومحاورة والخروج بنتائج متفق عليها.

أختي الفاضلة، صفات هذا الشاب لا ينبغي أن يفرط فيها، فالتقي الصالح حسن الخلق لن يظلمك، ولن يفرط في حقوقك، وهو حريص على حقوق الآخرين، خصوصاً أنك في بلاد تكثر فيها الشهوات، ويقل فيها المعين على طاعة الله، وكذلك حقوقك ومخاوفك، لا بد أن تطرح للنقاش والحوار، مع إمكانية الاتفاق على حلول وسط، تضمن الاتفاق وتحقيق الاستقرار والسعادة الزوجية.

ينبغي أن تدركي أن الكمال عزيز لا يبلغه أي مخلوق، ووجود نقص بسيط في جانب يمكن تعويضه في جوانب أخرى، إذا تم التفاهم بين الطرفين، وهذا كله نوع من الأسباب التي أمرنا بها.

بعد اتخاذ كل هذه الأسباب، احرصي على الاستخارة بقلب حاضر وتكرارها، مع الدعاء والتضرع لله تعالى، وننصحك بعدم الاستعجال، وأن تكون فترة الخطبة فترة نقاش ومحاولة لفهم الطرف الآخر، قبل اتخاذ القرار بالزواج.

وفقك الله ويسر أمرك.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
مترددة في إكمال الزواج بسبب صفات لم تعجبني في الزوج.. انصحوني 904 الاثنين 15-07-2024 12:00 صـ
هل أستمر مع الخاطب رغم عدم الشعور بالسعادة العارمة؟ 13262 الثلاثاء 02-07-2024 12:00 صـ
خاطبي يزداد التزامًا وتمسكًا بالدين ولكن نفسي تميل لتركه، فما توجيهكم؟ 12574 الخميس 27-06-2024 12:00 صـ
تمت خطبتي لرجل لا أرغب فيه بسبب شكله، فهل أفسخ الخطبة؟ 15186 الخميس 27-06-2024 12:00 صـ
مترددة بين خاطبين أحدهما شديد والآخر ضعيف الشخصية 9563 الأربعاء 05-06-2024 12:00 صـ