بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناديا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال.
أختي الفاضلة: إنَّ ما وصفتِ في سؤالك بشكل جيد إنما هي نوبات هلع، أو نوبات الذّعر التي تأتي فجأة من حيث لا ندري، فيُصاب الإنسان ببعض الأعراض التي وصفتِها، كتسرُّع ضربات القلب، وربما شيء من الارتعاش، والتعرُّق، وتشعرين وكأنك على وشك أن يُغمى عليك، فعادةً يهرع المريض إلى قسم الطوارئ، يُجري الفحوصات وتكون كلُّها طبيعية، وما هي إلَّا نصف ساعة تقريبًا حتى تهدأ الحالة، ويعود الإنسان إلى ما كان عليه.
أختي الفاضلة: طالما أنك ذهبت إلى المستشفى أكثر من مرة؛ فهذا يُطمئن ويدل على أن أمورك الطبية الجسدية سليمة، وخاصةً أن الفحوصات التي أجريتِها كلها كانت سليمة.
لماذا أنت مُصابة بنوبات الهلع؟
أحيانًا نعرف السبب، وأحيانًا لا نُدرك الأسباب، ربما هي بعض التغيرات في نمط حياتك، وربما بعض الضغوط النفسية، وربما بعض القرارات التي عليك اتخاذها، فتشعرين بالضغط والتوتر.
على كلٍّ: في مثل سِنّك -وأنت صحتك البدنية سليمة فاطمئني-؛ هذه النوبة بالرغم من أنها مُخيفة ومقلقة، إلَّا أنه لن يحصل لك شيء مؤذٍ -بإذن الله-، هي نوبات تأتي وتذهب، وتوقعي أن تأتي كل حينٍ وآخر، ولكن عليك هنا أن تُطمئني نفسك، تأخذي نفسًا عميقًا وتحاولي تهدئة نفسك -بالرغم من صعوبة الأمر-، تاركةً هذه النوبة تأخذ وقتها ثم تذهب من نفسها.
أمَّا بالنسبة للأدوية: فلا أنصحك بالـ (زاناكس)؛ لأنك قد تعتادين عليه، ويُصبح من الصعوبة أن تُوقفيه، أمَّا الدواء الآخر (بيكسيرا)، أو الـ (باروكستين)، فهو مضاد للاكتئاب، ومضاد لنوبات الهلع والذُّعر، وعادةً يُوصف من الدواء 20 مليجرامًا، قابلة للزيادة إذا كان هناك حاجة، ولكن ابدئي بـعشرين مليجرامًا يوميًا، هذا من جانب.
من جانبٍ آخر: حاولي ألَّا تتجنّبي الأماكن أو المواقف التي تأتيك فيها هذه النوبة، فالتجنُّب لا يحلّ المشكلة، وإنما يجعلها أشد، ويجعلها مزمنة أكثر من الأول.
اطمئني -أختي الفاضلة-، ستخرجين من هذه النوبات -بإذن الله-، وتعودين للحالة الطبيعية التي كنت عليها.
طبعًا تسألين: كم مدة العلاج؟ أنا أقول ليس أقلّ من شهرين أو ثلاثة، بالإضافة إلى المعالجة السلوكية التي هي مواجهة المواقف وعدم تجنُّبها، و-بإذن الله- ستكونين بصحة وعافية.
داعيًا الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.
(المصدر: الشبكة الإسلامية)