بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يبدو لي -يا بني- أنك تعاني مما يتعارف عليه بحالة المثانة مفرطة الحركة، ومن أعراض المثانة المفرطة الحركة كثرة المعاناة من العجلة البولية، وهي الإحساس المفرط بالرغبة في التبول في الحال، أو أنك ستتبول على نفسك، بدون المقدرة على التحكم في المثانة في أقرب فرصة، مما يؤدي إلى الإحساس بالمعاناة الشديدة، والإسراع المتعجل جداً إلى أقرب دورة مياه، أو حتى أحياناً قد يؤدي إلى عدم التحكم في البول، أو ما يعرف بالسلس البولي، ومن أعراضها الأخرى التبول المتكرر في خلال فترات قصيرة، متبولاً كميات قليلة من البول في كل مرة.
وللتوضيح أكثر: فإن عدد مرات التبول إذا زادت عن 7 مرات في اليوم؛ فإن المريض قد يعاني من التبول المتكرر، وبالطبع يمكن الوصول إلى نفس الاستنتاج إذا ما اشتكي المريض بأنه يحتاج إلى التبول بمعدل يزيد كثيراً عما كان متعوداً عليه طيلة حياته.
من الأعراض الأخرى الإحساس بالحرقان، وكذلك كثرة الاستيقاظ في الليل للتبول، وغيرها مما لا يتسع له المجال هنا في هذه العجالة.
يعاني أكثر من 30% من الرجال و40% من النساء من هذه الحالة، ولا يتقدم الكثير منهم إلى الجهات الطبية طلباً للتشخيص والعلاج المناسب.
هناك حالات مرضية قليلة معروفة، قد تؤدي إلى هذه الحالة، مثل الأمراض العصبية في الجهاز العصبي المركزي، أو الظرفي، أو الالتهابات المزمنة أو التهابات البروستاتا عند الرجال، والالتهابات الموضعية أو الحوضية لدى السيدات، ولكن تبقى الغالبية العظمى من هؤلاء المرضى بدون أسباب طبية معينة.
يحتاج المريض الى عرض نفسه على الطبيب المتخصص، والذي سيأخذ منه تاريخه المرضي، ويجري عليه بعض الفحوصات والتي قد تشمل إجراء فحوصات للدم والبول، والموجات الصوتية وحتى المناظير البولية، ودراسات ديناميكية المثانة لمعرف التشخيص الدقيق للحالة.
من المهم أن يقوم المريض بإمدادنا بما يعرف بالمفكرة البولية، وهي عبارة عن جدول يومي يشمل النهار، والتمارين المذكورة أعلاه، مما يؤدي إلى اضطرارنا لحقن مثانتهم ببعض العقاقير، مثل البوتوكس المستخدم كثيراً هذه الأيام في العمليات التجميلية، لما له من خاصية في تهدئة المثانة مفرطة الحركة لفترات قد تتجاور الستة أشهر.
تستمر قائمة الخيارات العلاجية لتتضمن التحوير العصبي ونحوها، والتي عادة ما تحتاج إلى عيادات متخصصة جداً، وقد لا تتوافر في الكثير من أقطارنا العربية والإسلامية.
وبالله التوفيق.
(المصدر: الشبكة الإسلامية)