أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دينا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يمكننا فهم قلقك تجاه الحفاظ على براءة ابنتك، وفي الوقت نفسه الرد على استفساراتها بطريقة تربوية ومناسبة لعمرها.

من المهم التواصل بصدق، ووضوح مع الأطفال، مع مراعاة سنهم، ومستوى فهمهم.

يمكنك شرح عملية الإنجاب بطريقة مبسطة وعلمية تتناسب مع عمرها، مثل قول: إن الله يهب الأطفال للأزواج عندما يقرران أن يكون لهم عائلة، ويمكنك التركيز على الجوانب العاطفية والاجتماعية، مثل: الحب، والرعاية التي يحتاجها الطفل، كما يمكنك استخدام لغة بسيطة، ومباشرة، لشرح كيفية الإنجاب؛ كأن تقولي على سبيل المثال: إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من نطفة من الأب، وبويضة من الأم، وإن هذه النطفة والبويضة تتحدان في بطن الأم لتكوين طفل.

كما يمكنك الإشارة إلى أن هذا جزء من خطة الله تعالى الذي خلق البشر، وأن كل طفل يأتي إلى هذا العالم بإرادة الله ورحمته.

ويمكنك استخدام آيات من القرآن تشير إلى خلق الإنسان، مثل قوله تعالى في سورة الزمر الآية رقم (6): "يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ". هذه الآية تشير إلى عملية الخلق والنمو داخل رحم الأم بطريقة معجزة ومبسطة.

من المهم أيضًا أن تكوني مستعدةً للإجابة على أسئلة إضافية قد تأتي مع نموها، وزيادة فضولها، وحرصًا على توفير المعلومات الصحيحة والمناسبة لسنها.

يجب التأكيد على أن هذه الأمور طبيعية، وجزء من الحياة التي خلقها الله، ولا مانع في مرحلة لاحقة من الإشارة إلى العملية الجنسية بطريقة مقتضبة من غير إسهاب، فهذا يشبع فضولها العلمي، كما أنه يمكن أن يكون مقدمة لتوعيتها وتثقيفها في النواحي الجنسية، وتنبيهها للمحافظة على عذريتها، وعدم العبث بها، سواء بنفسها، أو تمكين الآخرين من ذلك.

ولا بد من إحاطة موضوع العملية الجنسية في الزواج بأنه تنفيذ لأمر الله تعالى، وليس لمجرد المتعة والشهوة، حتى تدرك الفرق بين العملية نفسها في إطارها المشروع في الزواج، وغير المشروع خارج الزواج.

بهذه الطريقة، يمكنك الإجابة عن أسئلتها بطريقة تحافظ على براءتها، وتوفر لها فهمًا صحيحًا ومناسبًا لسنها.

والله الموفق.