أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ع. ن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشعر بقلقكم تجاه ابنكم، وأفهم الحيرة التي تشعرون بها، وتغير السلوك بشكل جذري كما تصفون يمكن أن يكون ناجمًا عن عدة عوامل مختلفة، وقد يكون من الصعب تحديد السبب بشكل دقيق دون الاستعانة بمتخصص.

إليك بعض الاعتبارات التي قد تساعدكم في التعامل مع هذه المشكلة:
1. يمكن أن يكون التغير السلوكي الذي تصفونه مرتبطًا بمشكلات نفسية مثل الاكتئاب، القلق، أو مشاكل في التكيف. قد يكون من المفيد الاستعانة بمستشار نفسي أو طبيب متخصص لتقييم الوضع.
2. في سن المراهقة وبداية العشرينات، يمر الشباب بتغيرات نفسية وجسدية كثيرة، وقد يتصرفون بطرق تعكس رغبتهم في الاستقلال واكتشاف هويتهم.
3. الأصدقاء والبيئة الاجتماعية يمكن أن يكون لهما تأثير كبير على سلوك الشباب. قد يتأثر ابنكم بأقرانه أو يكون تحت ضغط منهم.
4. محاولة فتح قنوات تواصل فعالة مع ابنكم مهمة. الاستماع إلى مخاوفه وآرائه بدون حكم مسبق قد يساعد في فهم دوافعه وأسباب تصرفاته.
5. بما أن ابنكم من حفظة كتاب الله، قد يكون النصح والتذكير بأهمية الصلاة والتقرب إلى الله مفيدًا. لكن يجب أن يكون ذلك بطريقة حكيمة ومتفهمة.
6. تجنب اتهام ابنكم بأن تصرفاته ناجمة عن السحر أو المس الشيطاني قد يكون أكثر فعالية في التعامل مع الموقف. البحث عن تفسيرات واقعية وعملية لتصرفاته يمكن أن يساعد في إيجاد حلول أكثر نجاعة.
7. قد يكون سلوكه نتيجة لضغوط أو مشكلات لا نعرفها. محاولة فهم الأسباب الكامنة وراء سلوكه قد تساعد في التعامل مع المشكلة بشكل أفضل.
8. الدعاء لابنكم بالهداية والثبات على الحق من الأمور الهامة التي يمكن أن تساعد في هذه الأوقات الصعبة. ﴿وَٱلَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَ ٰ⁠جِنَا وَذُرِّیَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡیُنࣲ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِینَ إِمَامًا﴾ [الفرقان ٧٤].

من المهم التعامل مع هذا الوضع بحكمة وصبر والبحث عن مساعدة متخصصة إذا لزم الأمر، تذكروا أن كل شخص يمر بمراحل وتحديات مختلفة في حياته، وأحيانًا يحتاج الأمر إلى وقت وجهد للتغلب عليها.

هدى الله ابنكم، ويسر الله أمركم.