أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً، أود أن أشيد بك على شجاعتك في التحدث عن هذه المشكلة والرغبة في إيجاد حل، ومن الواضح أنك تشعر بالإحباط واليأس، ومن المهم التعامل مع هذه المشاعر بطريقة صحية وبناءة، فيما يلي بعض النصائح والإرشادات التي قد تساعدك:

1. العادة السرية يمكن أن تصبح إدماناً عندما تُستخدم كوسيلة للتعامل مع الضغوطات النفسية أو العاطفية، فهم هذا يمكن أن يساعد في التعامل مع السلوك بطريقة أكثر فعالية.
2. من المهم إيجاد طرق صحية للتعامل مع المشاعر مثل الحزن والضيق، يمكن أن يشمل ذلك التحدث مع شخص تثق به، ممارسة التأمل أو الصلاة، أو حتى ممارسة الرياضة.
3. الاستعانة بمستشار نفسي أو معالج يمكن أن يوفر دعماً وتوجيهاً في التعامل مع الإدمان والمشاعر الأساسية التي قد تسببه.
4. اعلم أن الله غفور رحيم ويحب التوابين، الاستغفار والصلاة يمكن أن تكونا مصدر قوة وراحة، قال تعالى: ﴿ٱتۡلُ مَاۤ أُوحِیَ إِلَیۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ وَٱللَّهُ یَعۡلَمُ مَا تَصۡنَعُونَ﴾ [العنكبوت ٤٥].

5. ابتكار روتين يومي يشمل أنشطة مفيدة ومرضية، يمكن أن يساعد في تقليل الوقت والطاقة المتاحة للانغماس في هذا السلوك.
6. حاول تجنب المواقف أو الأشياء التي قد تحفزك على ممارسة العادة السرية، مثل مشاهدة المحرمات.

7. البحث عن دعم من الأصدقاء أو العائلة يمكن أن يكون مفيداً، من الممكن أيضاً الانضمام إلى مجموعة دعم. واحرص على صلاة الجماعة في المسجد.

8. من المهم أن تتذكر أن اليأس والشعور بالذنب يمكن أن يزيد من الضغط ويجعل من الصعب التوقف عن السلوك، حاول التوازن بين الشعور بالمسؤولية والأمل في التغيير.

العمل على التغيير السلوكي يحتاج إلى وقت وجهد. كن صبوراً مع نفسك وتذكر أن كل خطوة، مهما كانت صغيرة، هي تقدم نحو الهدف.

تذكر أنك لست وحدك في هذا الكفاح، وأن الكثير من الناس يواجهون تحديات مشابهة. الاستمرار في السعي نحو التحسن والتقرب من الله سيكون له أثر إيجابي على حياتك.

تذكر أن الله يفرح بتوبة عبده، ولا تيأس من التوبة ولو تبت ألف مرة، طالما تحقق شروط التوبة: الندم-العزم على عدم العودة- والابتعاد عن الذنب، فإذا غلبتك نفسك مرة أخرى، فعليك بتحقيق هذه الشروط الثلاثة، والله يحب التوابين ويحب المتطهرين.
قال الله تعالى: "وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى" (طه:82)
فالله تعالى غفور رحيم، يقبل توبة عباده مهما كانت ذنوبهم، ما داموا تائبين صادقين، نادمين على ما فعلوا، عازمين على عدم العودة إليه.

وشروط التوبة الصحيحة -كما ذكرنا آنفا-هي:
الندم على الذنب، والإقلاع عنه، والعزيمة على عدم العودة إليه.
الاستغفار من الذنب، وطلب المغفرة من الله تعالى.
عمل الصالحات، والبعد عن المعاصي.
إذا تحققت هذه الشروط، غفر الله تعالى للعبد ذنبه، مهما كانت عظمته.
وفي الحديث الذي رواه سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أذنب عبد ذنباً، فقال: اللهم اغفر لي ذنبي، فقال الله: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، ثم عاد فأذنب، فقال: أي رب اغفر لي ذنبي، فقال الله: أذنب عبدي ذنباً فعلم أن له رباً يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي فليفعل ما شاء" (رواه البخاري ومسلم)
فهذا الحديث يبين أن الله تعالى يقبل توبة العبد مهما تكررت ذنوبُه، ما دام يندم عليها، ويطلب المغفرة من الله تعالى.

والله الموفق