أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تسنيم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حياكم الله - أختي الفاضلة - وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيك ويعافيك، وأن يغفر لك ويتوب عليك، وأن يغير حالك إلى أحسن حال، ويثبتك على ذلك.

الحمد لله - أختي الفاضلة - أنك توقفت عن المعصية والذنب، فإن العادة السرية من عمل الشيطان، بسببها يظلم ويسود القلب والروح والعقل، وتسبب ضيق الصدر والحزن والاكتئاب والوسواس والقلق، وتدمر النفس، وأيضاً هي مُضرة بالجسم، وتسبب التهابات بولية تناسلية، والتهابات في جلد المنطقة الحساسة، وحكة، وتصبُّغات، وآلاماً في الصدر والبطن والظهر، والرجلين واليدين والرقبة، واحتقاناً بالحوض، وآلاماً بالدورة الشهرية، فهي مضرة لكل شيء، ولا مبرر لممارستها.

وكونك - أختي الفاضلة - تبت وأقلعت عن الذنب ولله الحمد؛ هذا فضل من الله عز وجل، وعليك الثبات على ذلك، وأن تقوّي إيمانك ودينك بالعبادة، بالصلاة وبالقرآن تلاوة وحفظًا، والإكثار من التسبيح والأذكار، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، والنوم على طهارة، فهذه - بإذن الله - الدواء الناجع.

ذكرت أن العادة السرية تأتيك في النوم، وإن كنت تقصدين بذلك الاحتلام؛ فهذا شيء طبيعي يا ابنتي، وقد ورد عن إحدى الصحابيات أنها سألت النبي عليه الصلاة والسلام: (هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ قال: "نعم إذا رأت الماء") فلا تقلقي من هذا الاحتلام أبداً ولا تنزعجي، ولا تدعيه يؤثر على حياتك وقيامك بمهامك اليومية، وإن كنت تقصدين أنها تأتيك على شكل رؤى تذكرك بها؛ أيضاً لا تلق لتلك الرؤى بالاً، ولا تنسي أن الشيطان يحاول أن يذكر المؤمن والمؤمنة بالمعصية في ليله ونهاره، وحافظي على أذكارك وعباداتك كما ذكرنا لك.

وبالنسبة لمشكلة البول فربما عليك فحص البول، فيمكن أن يكون لديك التهاب في مجرى البول، وعليك الإقلال من شرب الماء قبل النوم. وبالنسبة لما ذكرت عن موضع خروج البول: فلا يمكن أن يخرج من المهبل، فمجرى البول منفصل، ولعلك اختلط عليك الأمر، ولكن البول يخرج من مجرى البول فقط، فلا داعي للقلق.

شفاك الله وعافاك، وغفر لك، وأدام عليك الصحة والعافية.