أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف من مواجهة الناس والاختلاط بهم

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،وبعد
فأنا إنسان ذكي وحساس منذ طفولتي، فما من عمل دخلت فيه إلا ونجحت وتميزت فيه عن غيري، ويلاحظ من حولي من أقارب وزملاء هذه الصفة في، فأنا كنت من أوائل الطلاب في الدراسة، ومن أذكاهم، ولكنني في نفس الوقت إنسان حساس الطبع، فلا أتحمل أخطاء الآخرين، وأريد العالم حولي أن يكون كذلك - أي بدون أخطاء ومخالفات - وأن يسير الناس حولي كما أريد، وهذه الأمور تأخذ كثيراً من وقتي وتفكيري.

واستمريت على هذا النمط من الحياة حتى انصدمت بمن حولي، وتحولت حياتي إلى صراع نفسي سبب لي كثيراً من الأعراض مثل: التوتر، والقلق والاكتئاب، وكثرة التفكير السلبي، وفي أشياء تافهة، وقلة الاختلاط بالناس، وانطواء وعزلة، وتلعثم أثناء الكلام مع الناس، خاصة إذا كان العدد كبيراً وضعفت في التركيز.

وأكثر ما يتعبني ويرهقني هو إذا وقعت لي مشكلة، ولو كانت بسيطة، فإن كل الأعراض السابقة تزيد، وتأخذ هذه المشكلة كل تفكيري وطاقتي، وبسبب هذه الحالة أصبحت لا أواجه الناس ولا أختلط بهم؛ حتى لا تحدث لي هذه الأعراض، بل أصبحت أخاف من مواجهة الناس والاختلاط بهم، ولقد ذهبت إلى الأطباء ولكنني أخاف من أعراض هذه الأدوية، ولا أستمر عليها.

وآخرها ما أنا عليه من علاج وصفه لي الطبيب، ولي أكثر من أسبوعين عليه وهو (بروزاك)، وبدأت فيه بحبة، ثم الآن أستخدم حبتين صباحاً، وقال لي أن أستمر عليه لأكثر من أربعة أشهر، ووصف لي معه بوسبار 5m صباحاً و5m مساء (وفلونكسول) نصف مليجرام صباحاً، ونصف مساء، وأنا الآن أشعر بتحسن بسيط، ولكن عندي غثيان وغازات في البطن، وقلة الشهية للأكل، فأرجو - يادكتور - أن تطمئنني عن هذه الوصفة، هل هي صحيحة حتى أستمر عليها؟ وهل لها أعراض إدمانية؟

ولكم تحياتي واحترامي.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Salim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً أيها الأخ الفاضل على رسالتك.

الذي ألاحظه أن رسالتك تحتوي بالفعل على أعراض تدل على أنك مصاب بالإحباط والمخاوف، وحقيقةً فالتفكير السلبي هو الأساس في إصابتك بالإحباط، بمعنى أن الإحباط أو الاكتئاب ليس هو السبب في التفكير السلبي، إنما التفكير السلبي هو الذي أدى إلى الشعور بهذا الإحباط والاكتئاب، كما أنك ربما تكون متدققا في الأمور بعض الشيء، ولديك قيم معينة تريد الآخرين اتباعها، وهذا بالطبع يؤدي إلى توتر وقلق داخلي.

قد يصعب على الإنسان أن يغير العالم حوله، وقد يصعب على الإنسان حتى أن يغير بيته أو من في بيته، ولكن على الإنسان أن يحاول أن يغير نفسه في بعض الحالات، فهذا إن شاء الله يساعده كثيراً، ونحن ندعو إلى تغيير الذات بالتطبع والتواؤم والتكيف مع محيطنا، دون المساس بقيمنا وسلوكنا، هذا ربما يكون أفضل، وهذا هو الذي سوف يساعدنا في تغيير من حولنا، على العموم لا أريدك أن تدخل في صراع نفسي جديد، ولكن هذا هو الأمر المطلوب.

أنت يا أخي -الحمد لله- تتمتع بمقدرات كبيرة، وقد أكرمك الله بالنجاح في حياتك، فعليك أن تستفيد من هذه الطاقات الإيجابية وتسخرها لإزالة الاكتئاب والتوتر والوساوس.

الوصفة التي وصفها لك الطبيب -بكل صدق وأمانة- هي وصفة طبية رائعة وممتازة جدّاً، وأنا أود أن أقرها بصورة كاملة، وهي تتمثل في أدوية (بروزاك، وبوسبار وفلونكسول).

لا شك أن البروزاك هو العلاج الأساسي في هذه الحالة، ويعتبر الفلونكسول والبوسبار هي أدوية داعمة، هذه الأدوية تتطلب بعض الوقت حتى تؤدي إلى فاعليتها الكاملة، وهذا في بعض الأحيان قد يتطلب الشهرين أو الثلاثة،فأرجو يا أخي أن تصبر عليها؛ خاصة أنها أدوية سليمة ولا تسبب الإدمان أو أي أثار جانبية أخرى، فعليك أن تتوكل على الله أولاً ثم تستمر على هذه الأدوية، ولا د لك من التفكير الإيجابي،وسوف تجد إن شاء الله أن الكثير من الأعراض قد بدأ في التقلص حتى تختفي جميعاً،وتعيش إن شاء الله في صحة وسعادة نفسية كاملة.

وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1680 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1252 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2338 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3565 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ