أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما الفرق بين اللطافة وعزة النفس؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.

شكرًا لكم على هذا الموقع، وخاصةً في هذا الزمن.

أنا أريد أن أعرف الفرق بين أن أكون إنسانةً لطيفةً، أو أكون معزةً لنفسي وكرامتي، فهل صحيح أن الكرامة وعزة النفس أهم شيء في حياة الإنسان؟ وأيهما أحب إلى الله؟ وكيف أرضي الله بهذه الأعمال؟

وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم، أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الرضا، إنه جواد كريم، وبعد:

دعينا أولاً نحرر بعض المصطلحات حتى نجيب على أسس واضحة:

- اللطافة: هي كلمة مرادفة للإحسان، واحترام مشاعر الآخرين، وعليه فالإنسان اللطيف هو المراعي لمشاعر الناس، ولا يتعمد إيذاءهم، التماسًا للأجر من الله -عز وجل- أولاً، ثم لمساعدة الآخرين.

- عزة النفس: تعني عدم إهدار الحقوق، أو التقليل من الذات، أو التواضع في موقف أو مكان ينتقص فيه من حقوق نفسك، أو أهلك، أو دينك.

- الكرامة: قرينة عزة النفس بالمعنى السابق، لكنها لا تعني التكبر، أو السخرية، بل المراد بها اعتزال كل ما يؤدي إلى جرح الكرامة، أو التقليل من الذات، أو النفي في المجتمع.

وعليه فعزة النفس أو الكرامة ليس المقصود بها اعتزال الناس، بل المقصود بها صيانة الذات عن التواضع في أماكن غير لائقة، أو مواقف غير جيدة.

والسؤال الآن: كيف أجمع بين احترام مشاعر الآخرين، وأن أكون -بتعبيرك- لطيفةً معهم، مع عدم التنازل عن عزة النفس أو الكرامة؟

نقول لك -أختنا-: يتم هذا بعدة أمور:

1- تحديد الأهداف، وتجديد النية: فإذا أردت تقديم معروف لأحد، فعليك أن تحتسبي الأجر عند الله، ولا تنتظري منه ثناءً ولا شكرًا، بل غايتك في ذلك إرضاء الله تعالى.
2- الابتعاد عن مواطن الشبهات؛ فأنت لا زلت في منتدى الشباب، وعليه فلا يجب الحديث أو التواجد في محضر الشباب، كما لا ينبغي التواجد بين سفلة البنات، أو من لا يحترمن الغير.
3- الابتعاد عن الصدام دون إثارة من أمامك، فإذا علمت عن فتاة سوءًا، أو كان لسانها غير جيد، فاجعلي العلاقة معها على الحد الأدنى، دون إثارة حفيظتها ضدك.
4- الإكثار من الصديقات الصالحات، على أن تكوني قدوةً لهن، أو معينةً لهن على طاعة الله عز وجل.
5- اعتمدي هذه القاعدة في حياتك كلها (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ).
6- تعرفي على أخوات صالحات أكبر منك سنًا، وأكثر تدينًا، واستشيريهن في بعض القضايا الاجتماعية؛ فإنهن سيكن معينات لك -بإذن الله-.

وأخيرًا: اعلمي -أختنا الكريمة- أن الدنيا فيها الخير والشر، والحسن والقبيح، فلا تتوقعي المثالية في الحياة، ولا تنفري من بعض الأخطاء، بل -كما ذكرنا لك- احتسبي في كل عمل الأجر من الله، وستجدين الخير أمام عينيك ماثلاً.

نسأل الله أن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الفرق بين عاطفة الأب وعاطفة الأم، وطرق توجيهها نحو الأبناء 13614 الأربعاء 12-06-2024 12:00 صـ
هل هناك كتب مختصة بشرح مصطلحات العلم الشرعي؟ 1662 الثلاثاء 23-04-2024 12:00 صـ
كيف نقي أنفسنا من التعصب للرأي الخطأ؟ 14975 الجمعة 22-12-2023 12:00 صـ
التعريف بالإرهاب، وكيف يتعامل معه في المجتمع والإعلام؟ 16938 الأربعاء 22-11-2023 12:00 صـ
ما هو تعريف الإرهاب؟ ومن هم ضحايا الإرهاب؟ 5256 الخميس 13-07-2023 12:00 صـ