بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لياس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب.
لا نملك تفسيرًا واضحًا لما تجده –أيها الحبيب– من ظواهر عندما تبدأ بالصلاة –كما ذكرت– في منزلك، ولكن من المؤكد المُتيقَّن أن الشياطين قد تحاول إيذاء الإنسان، والحماية والعصمة من شر الشياطين ومكرها، هي أن يلجأ الإنسان إلى ذكر الله تعالى، ويداوم على ذلك، ولا يستسلم؛ فإن ذكر الله سبحانه وتعالى حصنٌ حصينٌ يتحصَّنُ به الإنسان المسلم من الشياطين ومكرها.
وقد جاءت في ذلك أحاديث كثيرة، دالَّة على أن ذِكر الله سبحانه وتعالى حرز وحصن يلجأ إليه الإنسان ليأمن على نفسه، فقد جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ عِدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ).
هذا الحديث رواه أبو داود وغيرُه، وهو مثال من الأمثلة التي تُبيِّن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أرشد إلى أن الحرز والحصن من الشيطان إنما يكون بذكر الله تعالى.
فلا ينبغي للإنسان أن يستسلم لهذه الظواهر التي قد تعرض له، ويجتهد في إحياء هذا البيت بأنواع الذكر، كقراءة القرآن، وقد كان بعض السلف من الصحابة ومن بعدهم يقرأ القرآن على ماءٍ –وخاصة سورة البقرة–، ثم يَرُشُّ هذا الماء في أركان البيت وزواياه، والبيت إذا قُرئ فيه القرآن، فإن الشياطين تُطرد منه، وقد دلَّت على هذا المعنى أحاديث كثيرة أيضًا.
فينبغي الاجتهاد في إحياء هذا البيت بذكر الله تعالى فيه، وقراءة القرآن والصلاة، والاستمرار على ذلك، وعدم الاستسلام، لما قد يجده الإنسان من أذى، وسيُنصر -بإذن الله تعالى- في آخر المطاف.
نسأل الله تعالى أن يُجري على يديك الخير، وأن يقيك من كل شرٍّ ومكروه.
(المصدر: الشبكة الإسلامية)