أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : قدمت نافلة الذكر على إجابة أبي وأخشى من العقوق!

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبي يسكن مع زوجته في شقة، وأنا وأختي نسكن في الشقة التي تعلوهما، كنت أصلي المغرب، ولم تكن أختي بالبيت وصعد أبي ليناديني للطعام، وكنت سلمت للتو من الصلاة، وأردت أن أقول "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير" 10 مرات كما تعودت لأكون في حرز الله من الشيطان، خاصة أني مصابة بالمس والسحر، فطرق أبي الباب، وأنا بدأت في الذكر، وخفت أن أقوم من على سجادة الصلاة قبل أن أنتهي من الذكر، وكنت أقوله بسرعة لألحق فتح الباب لأبي، لكنه نزل إلى شقته، فظننته سيأتي بالمفتاح ويفتح ليطمئن عليّ ويناديني للطعام.

فقلت أكمل ركعتي السنة حتى يعود، لكنه لم يصعد، وبعدها ذهب للصلاة، وأنا نزلت له بعدها لأشرح له حتى لا يظنني غاضبة؛ لأنه قد قال لي كلامًا أحزنني قبل هذا الموقف، وأنا في شقته، فلما وجدته نام، أرسلت له رسالة، وقلت له كنت أنهي الصلاة وعلى وشك أن أفتح، لكنك نزلت، وشرحت له أنني ظننته سيصعد مرة أخرى؛ لذا لم أنزل، أخشى أن أكون فعلت ذنبًا وعققت أبي عندما قلت الذكر، ولم ألحق أن أفتح الباب، وكيف لي أن أكفر عن ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : دقيقتان

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – ابنتنا الكريمة – في استشارات إسلام ويب.

نسأل الله تعالى لك عاجل العافية والشفاء، ونشكر لك حرصك على برّ والدك، وتجنُّب عقوقه، وهذا من رجاحة عقلك وحسن إسلامك، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا.

وكان الواجب عليك – أيتها البنت الكريمة – أن تُبادري بإجابة والدك حين دعاك أو استأذنك أو طلب منك أن تفتحي الباب، فإجابة دعائه مُقدَّمٌ على الاشتغال بنافلة التهليل والتسبيح ونحو ذلك من الأذكار.

ولكن يبدو أنك ما كنت تعلمين ذلك، والله سبحانه وتعالى يعلم ما في قلبك، ويعلم نيّتك، ولهذا أخبرنا سبحانه وتعالى في آيات البرّ بالوالد في سورة الإسراء أنه إن حصلتْ مخالفة غير مقصودة، فإنها تقع إن شاء الله في عفو الله وتجاوزهِ، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا} [الإسراء: 24-25].

فإذا وقعت الزلَّة أو الهفوة في التعامل مع الوالدين بغير قصدٍ، لا يريدُ بها الإنسان عقوقًا؛ فإن الله سبحانه وتعالى يعلمُ نيّته وقصده، فيتجاوز عنه ويغفر له، {فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا}.

وإصلاح ذلك – أيتها البنت الكريمة – هو ما قمتِ به وبادرت إليه من الاعتذار للوالد وبيان حقيقة الحال بما يسرُّ قلبه، فإدخال السرور إلى قلبه هو البِرّ، وممَّا لا شك فيه أن الأب سيقبل منك ذلك ويصفح عنك، وبذلك يحصل المقصود وتصلين إلى المطلوب من الناحية الشرعية، فنسأل الله تعالى لك مزيدًا من التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أتشاجر مع والدي بسبب سوء معاملته لأمي، فهل تصرفي صحيح؟ 14661 الخميس 27-06-2024 12:00 صـ
صرت أتوجس خوفًا من أبي لشدة عصبيته، فماذا أفعل؟ 12248 الأربعاء 12-06-2024 12:00 صـ
أبي مقصر معنا في تعبئة رصيد الإنترنت، فماذا نفعل؟ 14516 الثلاثاء 11-06-2024 12:00 صـ
سافرت للبحث عن عمل ولم أنجح، وغضب مني والدي! 10651 الثلاثاء 21-05-2024 12:00 صـ
كيف نتصرف مع والدي الذي يبذر أموالنا في غير الضروريات؟ 11543 الأربعاء 15-05-2024 12:00 صـ