أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : خائفة من عقوبة الله بعد أن فضحت فتاة وهتكت سترها!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الماضي كنت أقترف الكثير من الذنوب -والحمد لله- هذه السنة تركت الكثير، وأصبحت أخاف الله كثيراً، وأتذكر الماضي، وأندم أشد الندم، وأصبحت خائفة من هتك ستري وفضحي بين الناس؛ لأني اقترفت ذنبًا وندمت وتبت، ولكن قبل ثلاث سنوات وصلني خبر عن عرض فتاة، وأخبرت شخصاً أثق فيه.
أعلم أنه لن يخبر أحدًا فيما سمعت، وكنت لا أفكر جيدًا أنها تعتبر فضيحةً، والآن أنا نادمةٌ؛ لأني أخبرته، وأحسست أني فضحت الفتاة وهتكت سترها، وأخاف أن الله يهتك ستري، فما العمل؟ هل أتواصل مع الشخص وأكذِّب الشيء الذي أخبرته أم أصمت وأستغفر الله لها؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابنتنا- في الموقع، نشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يهدينا جميعًا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.
نحب أن نقول: إن من ستر مسلمًا ستره الله -تبارك وتعالى- وما حصل من التقصير في هذا الجانب والكلام عن فتاة أخرى، نسأل الله أن يغفره، ولست بحاجة إلى أن تُعيدي التذكير والتنبيش في هذا الموضوع، ولكن نتمنّى أن يكون في هذا عظةٌ وعبرةٌ بالنسبة لك.
الإنسان مطالبٌ أن يستر على نفسه، ويستر على غيره، دائمًا الشريعة تدعو إلى الستر، إذا كان عندك ذنوب ينبغي أن تستريها، وتجتهدي في إخفائها، ولست مطالبةً أن تُعلني ما حصل منك من الذنب لأحد من الناس، وإذا وجدت عند إنسان أو علمت عنه ذنباً فيجب عليك أيضًا أن تستري عليه، والبشارة من الرسول صلى الله عليه وسلم: (من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة).
ما حصل قبل ثلاث سنوات، ولا زال ستر الله يدوم عليكم، ونسأل الله أن يغفره، واجتهدوا في الدعاء لمن فضحتم سِرّها -نسأل الله أن يحفظكم ويحفظها- وعلى كل حال: لا نؤيد فكرة الاتصال مع الشخص وتكذيب ما حصل -ونسأل الله أن يشغلنا جميعًا بطاعته- ولكن ندعو إلى الاستغفار.
إذا كان هناك مجال لذكر حسنات هذا الذي أسأنا إليه فإن هذا سيكون من الأمور الجيدة، إذا قلنا: (إنسان فيه عيب) فإن ممَّا ينبغي للإنسان بعد توبته أن يذكره بالخير كما ذكره بالشر، وأن يتوب ويستغفر، وأن يتصدّق عنه إذا كان ليس هناك سبيلٌ للاعتذار إليه؛ لأن الإنسان أحيانًا إذا أخبر تكون المشكلة أكبر، قد يغضب الإنسان وتحدث ما لا تحمد عقباه، ولسنا بحاجة إلى فضح أنفسنا بأننا فعلنا، وغير ذلك من الأمور، ولكن نتمنّى أن نستفيد من الدرس، والشريعة كما قلنا دعوة إلى أن نستر على أنفسنا ونستر على غيرنا.
نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُنزل علينا ستره، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، وأن يُلهمنا رُشدنا، وأن يُعيذنا من شرور أنفسنا.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
فقدت التأثر بالقرآن بسبب ذنب وقعت فيه.. أرشدوني | 11436 | الأحد 28-07-2024 12:00 صـ |
أصبت باكتئاب وفرطت في الصلاة بسبب عدم تحقق أحلامي، فما نصيحتكم؟ | 12002 | الخميس 27-06-2024 12:00 صـ |
أحس نفسي ضائعاً بسبب ذنوب الخلوات، فهل من نصيحة؟ | 11273 | الأربعاء 12-06-2024 12:00 صـ |
تبت إلى الله لكني خائفة من عدم قبولها! | 14656 | الأربعاء 12-06-2024 12:00 صـ |
كيف أتخلص من شعور الندم المستمر بسبب تفريطي؟ | 16748 | الثلاثاء 11-06-2024 12:00 صـ |