أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : رفض أهلي الزواج بمن أحب حتى أصبح قادراً، فما نصيحتكم؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.

أنا وفتاة أحببنا بعضنا حباً عظيماً، وهي أكبر مني بعام، وقد تخرجت حديثاً، ولا أعمل حالياً، وأنا أريد الحلال والزواج، تكلمت مع أهلي ورفضوا الزواج؛ لأني لا أعمل، وأحتاج عامين أو ثلاثة حتى أصبح قادراً على الزواج، لا أريد أن أعلق الفتاة سنين خوفاً عليها، وفي النهاية لا تكون من نصيبي، فماذا أفعل؟ وهل يكون إثمها في عنقي؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك - ولدنا الحبيب - ونشكر لك تواصلك مع موقعنا، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن ييسر لك الأمور، ونحن نبشّرُك - أيها الحبيب - أولاً بأنك إذا سعيت في إعفاف نفسك بالحلال فإن الله -سبحانه وتعالى- سيتولى عونك، فقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن إعانة من يسعى في الزواج ليعفَّ نفسه، فقال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة حقٌّ على الله عونهم) ومنهم: (ناكحٌ يريدُ العفاف).

فإذا أخذت بأسباب الزواج وحاولت البحث عن العمل بقصد تحصيل المال الذي تعفُّ به نفسك بالزواج؛ فإن الله -سبحانه وتعالى- لن يُخيّب سعيك، وقد قال -سبحانه وتعالى- في سورة النور: {وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يُغنهم الله من فضله}، وقال بعدها: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله}، وهذه أيضًا وعد بالغنى لمن يريد الزواج، والعلماء يقولون في هذه الآية: إشارة إلى أن الله -سبحانه وتعالى- وعد من يستعفف بأنه سيُغنيه وييسر له سبيل العفّة، ونحن نرجو لك الخير، وننصحك - أيها الحبيب - بأن تأخذ بكل سبب يُقرُّبك إلى الله تعالى ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، فإن تقوى الله من أعظم الأسباب لفتح الأرزاق وأبوابها، وتيسير الأمور العسيرة، فقد قال الله سبحانه: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يُسرًا}، وقال: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب}.

فاحرص على الصحبة الصالحة التي تُذكِّرُك بالله وتُعينك على طاعته، واسع بكل ما أمكنك من الأسباب المشروعة في البحث عن العمل واكتساب الرزق، فخزائن الله ملأى، وفضله وفير، فأحسن ظنّك بالله أنه سيُعينك وييسّر لك الأمور.

وأمَّا بشأن هذه الفتاة فتحرُّجك من تعلقها بك وخوفك عليها في مستقبلها دليلٌ على حُسن أخلاقك، وحُسن إسلامك، ونسأل الله -سبحانه وتعالى- أن ييسر لك الزواج بها، وأن يعفّك وإيَّاها بالحلال، وتخوّفك - أيها الحبيب - في محلِّه، فإنك إذا لم تستطع الزواج فإن هذه الفتاة قد يفوتها قطار الزواج بسبب السّن، وتذهب منها فرص أخرى؛ ولذلك نصيحتنا لك أن تكون صريحًا معها ومع أهلها، وتُفصح لهم عن رغبتك في خطبتها، ولكن عندما تتحسّن الأمور، وتترك لهم الخيار بعد ذلك في أن يُقرّروا انتظارك، أو إذا تقدّم لها مَن يصلحُ لها تزوَّجتْه، وبهذا تجمع بين الخيرين، وتفوض أمورك إلى الله -سبحانه وتعالى- ليُقدّر لك الخير فإذا علم الله تعالى أن الخير لك في زواجك من هذه الفتاة فسييسّره لك، وإذا علم أن الخير في صرفها عنك، فكن راضيًا بما يُقدّره الله، عالمًا بأنه لا يُقدّرُ لك إلَّا الخير.

ولا شك - أيها الحبيب - أنك تعلم أن حدود العلاقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه لا بد أن يكون مضبوطًا بضوابط الشريعة السمحة الحنيفية، فالإسلام جاء بجملة من الآداب بقصد حفظ الرجل والمرأة - على حدٍّ سواء - من أن يجرّهم الشيطان إلى ما لا تُحمده عاقبته، فحرّم الوسائل قبل الوصول إلى النتائج؛ ولذلك يجب عليك أن تلتزم بأحكام الإسلام في حدود العلاقة بهذه الفتاة، فلا يجوز لك أن تُكلِّمها بكلامٍ يُثيرُ العواطف، كما لا يجوز لك أن تخلو بها وأن تنظر إليها.

نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن ييسر لك الخير، وأن يعفّك بحلاله عن حرامه.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد الزواج من امرأة مطلقة ذات عيال وأهلها يرفضون 16551 الثلاثاء 02-04-2024 12:00 صـ
أهلي يريدون زواجي ببنت خالتي وأنا أحب فتاة أخرى! 11336 الأحد 24-03-2024 12:00 صـ
أبي يرفض تزويجي..فهل أزوج نفسي بمن اخترته؟ 2250 الخميس 30-11-2023 12:00 صـ
تقدمت لفتاة دون علم والدي لأسباب معينة.. فما رأيكم؟ 6902 الخميس 14-09-2023 12:00 صـ
كيف أقنع أمي أن الفتاة التي اخترتها خلوقة ومناسبة لي؟ 16286 الأربعاء 28-12-2022 12:00 صـ