أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف يعالج المربي الطالب الذي يمارس العادة السرية أو يتعاطى الألفاظ البذيئة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أنا شاب عمري 21 سنة، مسؤول ومشرف في لجنة ناشئة أجيال القرآن الكريم، حيث أني أشرف على عدد من الأولاد من سن 10 - 14 سنة.

واجهتني مشكلة مع أحد الأولاد، حيث إني رأيته في أحد الأيام يمارس العادة السرية داخل الباص الذي يأخذه إلى البرنامج، كما أن أحد الأولاد أخبرني عن هذا الفعل القبيح لهذا الولد، فصدمت في الحقيقة ولم أعرف كيف أتصرف معه! حيث إن المشكلة حساسة جداً!

واجهتني الكثير من المشاكل، لكن هذه المشكلة هي الأولى من نوعها، ولا أعرف كيف أحل المشكلة، لأني لم أتصور يوماً أنهم يعرفون هذه الأشياء القذرة رغم سنهم الصغير!

المشكلة الثانية هي: كيف أعالج مشكلة الألفاظ البذيئة والأخلاق السيئة في الناشئة، حيث إنهم داخل الناشئة والبرامج مثل الملائكة! وخارجها يفعلون كل ما هو قبيح ومشين!

كنت أراقبهم في المدارس والمساجد وأزورهم في الفريج، وأراقب سلوكهم وتصرفاتهم وسلوكهم مختلف عما يكون في البرامج، كما أنهم يعانون من مشكلة الكذب.

فأرشدوني إلى كيفية حل هذه المشاكل بشكل تربوي ومميز، وأرجو إعطائي الحل بالتفصيل، ولكم جزيل الشكر.


مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن أول خطوات علاج انحراف ذلك الشاب هو الستر عليه، والانفراد به وملاطفته ومحاورته، ولا تستغرب فنحن في زمان الفتن والشهوات، وعش رجباً لترى عجباً، واعلم أن الطفل قد يعتاد على هذه الممارسة بسبب إهمال نظافة أعضائه التناسلية في صغره، فيضطر إلى الحك المستمر، فيعتاد على ممارسة هذه العادة، وربما بسبب طريقة حمل الطفل في ذلك، وقد يكون السبب من بعض الخادمات اللائي يحاولن إسكات الطفل عن طريق اللعب بأعضاء الطفل التناسلية، وقد يتعلم ذلك عن طريق بعض الأشرار، وربما شاهد ذلك في الإنترنت أو غيره، وغالباً ما يتعلم الطفل هذه العادة دون علمه بحرمتها، وقد يتسبب الحرمان العاطفي في مثل هذه الممارسات.

ويمكن معالجة الأمر عن طريق الحديث عن آداب قضاء الحاجة، وعن الحديث عن عدم جواز مس الذكر باليمنى، وأهمية صيانة الإنسان لعورته، فيأتي الحديث عن هذه المسألة عرضاً، مع ضرورة تقسيم الطلاب إلى فئات عمرية، فليس من المصلحة ولا من الصواب وجود أطفال كبار مع الصغار.

ولابد أن تكون المعالجة بلطف، مع الحرص على حوار هادئ يأمن فيه الطفل من العقوبة المادية والمعنوية كالتوبيخ والتشهير به؛ حتى يستطيع أن يوضح لك كل شيء، وأرجو أن تحرص على الستر عليه وعدم تعييره بهذا الذي فعله؛ حتى لا تدفعه للانحراف وتكسر عنده حاجز الحياء، وحبذا لو تمكنت في الوقوف على أحوال الطفل الأسرية وبيئته التي جاء منها، والاجتهاد في معرفة أخلاق الأطفال الذين يدورون حوله.

وأرجو أن تحاول التنبيه على السلوكيات الخاطئة بأسلوب القصص أولاً، وذلك لمن وصل للسن الذي يمكن أن يقع فيها في مثل هذه الأخطاء، ولو على طريقة: (وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني) والمربي الناجح يحصن ضد الشرور قبل حصولها، ومن الضروري الاجتهاد في عزل أصحاب الانحرافات؛ حتى لا يؤثروا في غيرهم دون أن يعرفوا أسباب عزلهم عن إخوانهم.

وأرجو أن يعرف هذا الطفل أضرار ممارسة هذه الخطيئة على دينه وصحته وحياته، مع التركيز على ما تجلبه له من فشل في الدراسة، وانطواء وهروب من الساحة، بالإضافة إلى الضعف والهزال والأسقام والأمراض.

ومن خطوات العلاج لأخطاء الناشئة ما يلي: ففي مسألة الألفاظ السيئة لابد أن نبههم إلى أن الإنسان قد يتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في النار أبعد مما بين السماء والأرض، وأن المسلم ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذيء، وأن سباب المسلم فسوق وقتاله كفر؛ مع التذكر برقابة الله وليس الناس، وهذا لو قامت الأسرة بدورها في المتابعة والتصويب والتعاون مع المدارس ومراكز الأنشطة؛ فإن مساحة الضياع تقع بين هذه الأركان الأربعة للتربية الناجحة، وهي المسجد والبيت والنادي والمدرسة.

وحتى نخلصهم من خطيئة الكذب أرجو أن نعظم عندهم الصدق، ونصدق في تعاملنا معهم، وأن لا نعاقب على الكذب، بل ينبغي أن نكافئ من يصدق، مع ضرورة تجنب أسلوب التحقيق وتجنب المتابعة البوليسية، وتربيتهم على الصراحة والوضوح، ومنحهم الثقة المشوبة بالحذر، واتباعهم عاطفياً وإشعارهم بالحب والأمن، وبيان حرمة الكذب، وأن لعنة الله على الكاذبين، وتذكيرهم بأن الصدق يهدي إلى البر، وأن البر يهدي إلى الجنة، وأن الرجل ليصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً، وإقامة المواسم والأسابيع للتربية على خصلة الصدق وحفظ النصوص المتعلقة بفضيلة الصدق.
وأرجو أن تجدوا من النتائج ما يسركم، ولكم منا عاطر التحايا، وشكراً على اختيارك لموقفك، وأبشر فنحن شركاء في المهمة، ونسأل الله أن يرزقنا الإخلاص في أقوالنا وأفعالنا وأحوالنا.

وبالله التوفيق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
بعد شجارنا بالمدرسة تطور الأمر عبر مواقع التواصل فما نصيحتكم؟ 381 الاثنين 14-10-2019 12:56 صـ
انتقالنا من بلدنا أثر على نفسية ابني ومستواه الدراسي، فانصحونا! 716 الاثنين 16-09-2019 02:50 صـ
ما حدود التعامل مع الفتيات في مجال الدراسة حتى لا أقع في معصية؟ 1376 الأربعاء 01-05-2019 05:14 صـ