أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أقنع زوجتي بأهمية التعليم ليرتفع مستوى طفلي؟
السلام عليكم ورحمة الله
متزوج منذ تسع سنوات ولدينا طفلان، ونحن نقيم في بلد غير ناطق بالعربية، ابني الكبير عمره الآن ثماني سنوات وهو في الصف الثاني، ويعاني من انخفاض علاماته بشكل كبير في المدرسة (30 من 100!)، وهذا كان باب خلاف كبير مع زوجتي؛ فهي منذ طفولة ابني ترى أن التعليم مهمة الطفل نفسه، وأن عليها أن لا تساعده كثيراً، وإن احتاج شيئاً فيجب عليّ أن أنخرط معه أنا، وأنا لا وقت ولا طاقة لدي كافية، طبعاً سبق هذه النقطة الكثير من الحوارات حول ضرورة تعلمها لغة البلد (الذي نقيم فيه وأخذنا جنسيته) وحول ضرورة ابتدائها في تعليم ابننا منذ أن كان عمره أربع سنوات، فهو عندما بدأ الصف الأول السنة الماضية كان جاهلاً تماماً بمفهوم العلم والحفظ، طبعاً أنا وضعته في روضات سابقة، لكن أمه كانت ترفض أن تضغط عليه كي يتعلم أي شيء.
مثلاً هو لم يتقن الفاتحة إلا السنة الماضية عندما بدأ أخوه الأصغر منه يحفظها!
المشكلة الآن تتكرر مع الابن الثاني، وضعته في درس القرآن واللغة العربية ومستواه أقل من البقية، وأمه تجادل أن هذه قدرتها وقدرة ابننا، رغم أن كل من في عمره مستواه أفضل منه.
عجزت كثيراً عن إقناعها أو تحفيزها بأهمية التعليم، وأن يكون الأمر يومياً، وأن هذا هو واجبها الأكبر، فأنا لا أدقق على واجبات المنزل الأخرى بل يهمني جدا التعليم، أنا مهندس وحافظٌ للقرآن، وأولادي دراسياً سيؤون!
تعبت كثيراً ووصلنا إلى باب مسدود، فإما أن أخرب علاقتي مع زوجتي -والتي هي أكثر من رائعة- أو أن أصمت وأتألم بصمت.
أرجو المساعدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مضر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا - أيها الأخ الكريم - في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولكم النيّة والذريّة، وأن يُلهمكم السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
حقيقةً أول ما نحب أن ننبّه إليه هو ضرورة الاتفاق على خطة واحدة، فإن الاختلاف بين الأب والأم والخطة التعليمية أو في الخطة التربوية له آثار كارثيّة؛ ولذلك من المهم جدًّا أن يكون هناك وفاق بينكما، والذي نقترحه عليك هو أن تجعل هذه الزوجة تتواصل، لتسأل الموقع بنفسها عن دورها في تعليم أبنائها، وعن أهمية تعلُّم اللغة العربية، وعن أهمية العناية بالتعليم بالنسبة للأطفال الصغار، وهذه المسائل؛ لأنها ستسمع فيها توجيهات من مختصين، وهي توجيهات غير مباشرة.
ونحن يؤسفنا أن نقول إن كثيراً من الآباء والأمهات معلِّمون فاشلون، والأمُّ بالذات قد تأخذها العاطفة فلا تضغط على أبنائها أو لا تجتهد في تعليمهم، ونحن حقيقة لا نريد الضغط، لكن نريد أن يكون عند الوالد والوالدة معرفة بطرائق التعليم الصحيحة، معرفة بقدرات هؤلاء الصغار، فالصغار بحاجة إلى تعليم مخلوط باللعب، وبحاجة إلى تعليم يكون زمن الحصة الدراسية فيه قصيراً، والأطفال بحاجة إلى تعليم متحرّك، الأطفال بحاجة إلى تعليم فيه وسائل ومهارات، وكل هذا ممَّا ينبغي أن نوفّره في بيئتنا.
ومن المهم أن نعلِّم أبناءنا وإن كانوا صغارًا أن التعليم له فوائد، وأنهم سيصيرون غدًا أطباء ومهندسين وقادة ولهم وضع، وأن التعليم أساسي جدًّا، وأيضًا ينبغي أن يشعروا بحرصنا على أن نتعلّم، نقرأ أمامهم، نواصل تعليمنا، نُجدد معرفتنا... هذه أمور أساسية ومهمّة جدّا، وأقصر طريق - كما قلنا - هي أن تتواصل هذه الأم حتى تعرف دورها وتعرف أهمية أن نعلِّم هؤلاء الأبناء؛ لأن التعليم الآن هو سلاح النجاح في الحياة، فالإنسان لا يستطيع أن ينافس ولا يستطيع أن يمضي في هذه الحياة إلَّا إذا نال قسطًا ممتازًا من العلم، بل لا مكان في الساحة إلَّا للمتميزين علميًّا، حتى مجرد التعليم أصبح لا يُجدي كثيرًا، بل لابد أن يكون هناك تميُّزٍ في التعليم وتفوُّق في مجال التعليم.
أمَّا بالنسبة لقراءة الفاتحة وسور القرآن الكريم؛ فهذا مفتاح النجاح، ابن خلدون يقول: درجت الأمة على أن تبدأ تعليم أبنائها كتاب الله تبارك وتعالى، وبيَّن أن ذلك يُصحح عقائدهم، ويُصلح ألسنتهم، ويفتِّق عندهم القدرات العقلية والذهنية، والقدرة على الاستيعاب.
أكرر: لا نريد الجدال، ولا نريد أن تكون هذه مسألة اختلاف، ونقترح عليك أن يكون أيضًا لك وقت نوعي لأبنائك، فالعبرة ليست بكم هذا الزمن الذي ندرس فيه، ولكن العبرة بالوقت النوعي الذي يكون فيه تركيز، ويكون فيه مشاركة، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير.
مرة أخرى: الخلاف لا يخدم هذه القضية، وإنما أولاً تشجيع الزوجة على ما تقوم به، والإشادة بما تقوم به من خدمات في البيت، مساعدتها، شُكرها على القليل، عند ذلك سيأتي الكثير، وأيضًا اجتهد في أن توفّر وقتاً نوعياً لتقوم بدورك في تعليم الأبناء، وفي ترغيبهم وتحبيبهم لكتاب الله تبارك وتعالى.
ولا يخفى عليك أهمية كثرة التكرار بالنسبة للصغار لكي يتعلّموا، ولكي يدرسوا ونحبب إليهم القرآن واللغة العربية؛ لابد أن نتكلّم بها، لابد أن نُكرر الكلمات، لابد أن نكرر الآيات، لابد أن نأتي بالتسجيلات التعليمية التي فيها شيخ يُردد خلفه طُلاب أو المصحف المعلِّم الصوتي، أو معالج كمبيوتر، إلى غير ذلك من الوسائل التي فيها نوع من الترغيب لهؤلاء الصغار في أن يتعلّموا.
مرة أخرى نحيّيك ونشكر فكرة الاستشارة، ونتمنّى أن يكون بينكم التعاون حتى تنجحوا في هذه الرسالة الكبيرة، رسالة التعليم، ونسأل الله أن يرزقنا جميعًا العلم النافع والعمل الصالح.
والله الموفق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
آثار العنف على الطفل على الصعيدين العائلي والمدرسي | 16245 | الجمعة 22-12-2023 12:00 صـ |
طفلي يعاني دراسيًا من ضعف الذاكرة، فما السبب؟ | 5223 | الأحد 14-01-2024 12:00 صـ |
أعاني مع ابني على المستوى الدراسي، فانصحوني! | 8557 | الأربعاء 21-02-2024 12:00 صـ |
طفلي ملول ولا يتكلم، فهل هو مصاب بالتوحد؟ | 4520 | الأربعاء 02-11-2022 12:00 صـ |
ابنتي تقلد صديقتها في كل شيء.. هل ستظل شخصيتها هكذا دوما؟ | 982 | الأربعاء 16-12-2020 05:02 صـ |