أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لم أوفق في الدراسة هذه السنة، فما الحل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.

أعاني من قلة التوفيق في الدراسة هذا العام، فمهما بذلت من مجهود، فلا يتناسب مع الدرجات التي أحصل عليها، فهل يوجد ذكر أو عبادة أداوم عليها لزيادة التوفيق؟ وكيف أهون على نفسي قلة التوفيق والشعور بالفشل؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هالة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، ونشكر لك كذلك علو همتك وحرصك على التميز والتفوق في دراستك، ونسأل الله تعالى أن يبلغك من الآمال ما فيه نفعك، وصلاح دينك ودنياك.

ونحن نود أولاً -أيتها البنت العزيزة- أن نحثك على التفاؤل، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعجبه الفأل، وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- منع كل سلوك من شأنه أن يسوق الإنسان نحو التشاؤم، وذلك أن التفاؤل يبعث الإنسان على الجد والعمل والإنتاج، وهذا التفاؤل إنما هو جزء من حسن الظن بالله سبحانه وتعالى، والمؤمن مأمور بأن يحسن الظن بربه، وأن يكون متيقناً بأن الله سبحانه وتعالى سيسوق له الخير، ويقدر له ما فيه صلاحه، وهو مع هذا الظن الحسن بالله يأخذ بالأسباب المشروعة بقدر استطاعته.

ومع هذه العقيدة التي يضمرها قلبه، وهذا الجد والاجتهاد الذي يقوم به بدنه، هو مفوضاً أموره إلى الله سبحانه وتعالى، وراضياً بما يقدره له، وشعاره دائماً رضيت بالله رباً، أي متصرفاً ومدبراً لأموري، ومن المؤكد -أيتها البنت العزيزة- أن أقدار الله سبحانه وتعالى التي يختارها لنا هي الخير الذي يصلح لنا، فإذا عاش الإنسان المسلم بهذه الروح، فإنه سوف يعيش سعيداً منتجاً، ويصل إلى ما يقدره الله تعالى له من الأقدار.

فإذاً إخفاقك في بعض الأحيان عن الوصول إلى المراتب العالية لا يعني أبداً بأن هذا هو القدر النهائي الذي كتبه الله تعالى لك، فتصابين بهذا الشعور من العجز والفشل، بل ينبغي أن تدركي بأن القادم -إن شاء الله- أفضل، ليكون هذا الاعتقاد باعثاً لك على الزيادة والإنتاج، وقد أحسنت حين سألت عن الأسباب التي توصل الإنسان إلى مزيد من التوفيق، وأول هذه الأسباب أن يحسن الإنسان علاقته بالله سبحانه وتعالى، فإن تقوى الله سبباً لكل رزق حسن، كما أن المعصية سبباً أكيداً في حرمان الإنسان من الخيرات، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:" إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه".

ومن الأسباب أيضاً -أيتها البنت العزيزة- اللجوء إلى الله وكثرة الدعاء، فاسألي الله ما تتمنينه من التفوق والنجاح، والوصول إلى خيري الدنيا والآخرة، وليس هناك دعاء خاص نسميه دعاء التوفيق، إلا ما علمنا به النبي -صلى الله عليه وسلم- لابنته فاطمة -رضي الله تعالى عنها وأرضاها-، فقد علمها أن تقول في كل صباح ومساء:" يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين".

فهذا واحد من الأدعية التي ينبغي للإنسان أن يلازم الدعاء بها، وهو يسأل ربه أن لا يكله إلى نفسه ويتركه، وهذا المعنى المعاكس والمغاير للتوفيق، فالتوفيق معناه أن لا يتركك الله لنفسك، وإنما يتولى تأييدك وإعانتك، فأكثري من هذا الدعاء، لاسيما في الصباح والمساء، واسأليه سبحانه وتعالى كل مسألة مباحة في نفسك.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كنت معتمدًا على والدي وعندما توفي فقدت كل شيء، فماذا أفعل؟ 4594 الأربعاء 24-07-2024 12:00 صـ
عندما ألح بالدعاء تكون العاقبة عكس ما أتمنى، فما السبب؟ 1476 الاثنين 15-07-2024 12:00 صـ
كلما فعلت شيئًا لا أوفق فيه، فما نصيحتكم لي؟ 11901 الأحد 07-07-2024 12:00 صـ
بعد فشل خطبتي لم يتقدم أحد للزواج بي، فهل السحر هو السبب؟ 15722 الأربعاء 26-06-2024 12:00 صـ
دعوت الله كثيرًا في العمرة ولم أر ما تمنيته، فما السبب؟ 10385 الأحد 26-05-2024 12:00 صـ