أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أوفق بين الرضا بما قسم الله لي وبين تطوير نفسي؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

كيف أوفق بين الرضا بما قسم الله لي وبين تطوير نفسي، دون أن أجلد ذاتي بسبب تأخري عن الآخرين؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك -أختنا الكريمة- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبخصوص ما تفضلت به فاعلمي بارك الله فيك ما يلي:

أولاً: تطوير النفس -أختنا- هو واجب عليك، وبذلك الجهد المستطاع في العلم أو العمل أو الخير بصفة عامة، هو منهج يجب عليك استخدام كل الملكات التي وهبك الله إياها لإنجاز ما أردت إنجازه.

ثانياً: القدرات تتفاوت من شخص لآخر، والإنسان لا يلام إذا بذل غاية الجهد وإن لم يصل إلى ما يريد، لكن اللوم يقع على من قدر ثم أقعده الكسل أو اللهو عن بذل ما وجب عليه، وصدق المتنبي حين قال:
عَجِبتُ لِمَن لَهُ قَدٌّ وَحَدٌّ ** وَيَنبو نَبوَةَ القَضِمِ الكَهام
وَمَن يَجِدُ الطَريقَ إِلى المَعالي ** فَلا يَذَرُ المَطِيَّ بِلا سَنامِ
وَلم أرَ في عُيُوبِ النّاسِ شَيْئاً ** كَنَقصِ القادِرِينَ على التّمَامِ

ثالثاً: الرضا بما قسم الله هو سياج المؤمن وحصنه، وقد أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- به وبين أنه الغنى الحقيقي (وارض بما قسم الله تكن أغنى الناس)، لكن ليس معنى الرضا القعود عن العمل، بل معناه: الرضا بما أقامك الله عليه مما لا قدرة لك فيه، أو أقامك عليه بعد بذلك ما استطعت من عمل وجهد.

أما الأولى فلنضرب له مثلاً بالأعمى الذي خلقه الله كذلك، والرضا بهذا القسم واجب عليه، ومعناه التعايش معه، وعدم التسخط على القدر، مع استخدام كل الأدوات الأخرى للتقليل من آثار هذا المنع، وعليه فالرضا لا ينافي العمل إطلاقاً من هذه الزاوية.

أما الثانية فرجل اجتهد لتحصيل عمل ما، واستخدم كل ملكاته وطاقاته، وبذل كل ما في وسعه، ثم بعد ذلك لم يحصل على ما يريد بل حصل على غير ذلك، وليست هناك وسيلة ولا فرصة أخرى، فالواجب ساعتها الرضا، وعليه فهما خطان متكاملان، العمل قاعدته والرضا سقفه، ولا تعارض بينهما، وإذا آمنت بأن السعي عليك والرضا بما قدره الله لك هو الخير، فلن تجدي جلداً لذاتك إلا إذا قصرت، وهنا لا بأس من الجلد الذاتي، المهم ألا يكون أضخم من الواقع، ولا يقودك إلى الحقد أو التواكل.

نسأل الله الكريم أن يبارك فيك وأن يحفظك، والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أستطيع أن أتجاوز الماضي بحسراته وإخفاقاته؟ 2711 الأحد 28-07-2024 12:00 صـ
تحفزني رؤية نجاحات معدومي الضمير، فما نصيحتكم لي؟ 863 الخميس 25-07-2024 12:00 صـ
كلما أردت عمل شيء يثبطني ذكر الموت عنه، فما العمل؟ 15534 الأربعاء 05-06-2024 12:00 صـ
عقلي متعلق بالماضي ولا أحس بقيمة الحياة.. أرشدوني 14855 الثلاثاء 14-05-2024 12:00 صـ
أشعر بالنقص وأن الناس تنظر لي بدونية، فكيف أتخلص من ذلك؟ 10673 الأحد 12-05-2024 12:00 صـ