أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أوجه أختي للستر والحجاب؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 16 سنة، وأختي عمرها 20 سنة، ولا أملك غيرها من الإخوة، لكنها تخرج دون حجاب، وأحيانًا دون ستر سرّتها وتكلم الشباب، أنا أصغر منها، وأنصحها بالتلميح، مثل أن أقول لها قومي بتغطية بطنك، أو لا تخرجي بهذه الملابس، وأسألها مع من تتحدث، ولكنها تعاندني دومًا، ولا تهتم لكلامي، علماً أن أبي راضٍ بما تفعله، ولا أعرف كيف؟ رغم أنه يصلي ويطيع الله، ولا يمكنني التكلم معه في هذه المواضيع، فأنا لست راشداً بعد، وأمي لا ترفض خروج أختي بملابس غير ساترة، وحديثها مع الشباب، رغم أنني أطلب منها بأن تمنعها أحيانًا، ولكنها تقول لي ما المشكلة؟ فهل أعتبر ديوثاً؟ وماذا يتوجب عليّ فعله؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونحن سعداء جدًّا بهذه الاستشارة، وبهذا التواصل، نسأل الله أن يهديك ويجعلك سببًا لمن اهتدى، وأن يُعينك على الإصلاح، وأن يهدي شقيقتك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنها سيء الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرفُ سيئها إلَّا هو.

ونكرر سعادتنا بهذه المشاعر النبيلة التي دفعتك لكتابة هذا السؤال، ونحن سعداء بما تقوم به من أمرٍ بالمعروف ونُصح لهذه الشقيقة، وندعوك إلى الاستمرار في النصح، وملاطفة هذه الشقيقة، والقيام بالإحسان إليها، واختيار الأوقات الجميلة في النصح لها، والحديث مع الوالدة حول هذا الموضوع الذي سيجلب لها المخاطر، ويجنب الآثام للوالدين، لأن الوالد راعٍ في بيته ومسؤول عن رعيته، والأم راعية كذلك ومسؤولة عن رعيتها، وكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته، ونسأل الله أن يُعينهم على الخير.

وأنت بحاجة إلى أن تكون لطيفًا مع أفراد أسرتك، فالظاهر أن الجميع يحتاج إلى نُصح وإرشاد، إذا كان لك عمّ أو خال، أو عمّة أو خالة يمكن أن يُؤثّروا على الأسرة، فأرجو أن يكون لهم دور، تُدخلهم دون أن يشعر أحد، من أجل أن يتكلموا، فيتكلّم الخال مع الوالدة التي هي أخته، ويتكلّم العمِّ مع الوالد الذي هو أخ شقيق بالنسبة له؛ لأن هذا من عرض الأسرة وهذا يهمُّ الجميع، والإنسان إذا كان صغيرًا ولا يُفضّل أن يُقدّم النصيحة فمن حقّه أن يُقدّم النصيحة لمن يسمع كلامه، لمن يمكن أن يُطاع من قِبل أفراد الأسرة.

واجتهد في اختيار الأوقات الجميلة، وتقديم الإحسان للأخت لمساعدتها، فالأخت غالية، وأنت الذي تقوم بالتواصل دليل على حُبّك لها، ودليل على خوفك عليها، وما تفعله هو الصحيح وهو الصواب، وهو الذي يُرضي الله تبارك وتعالى، لكن اجتهد في أن تكون دعوتك إلى المعروف بطريقة فيها المعروف وفيها البر وفيها الرحمة، ولا تتوقف عن النصح، لا تكن سلبيًّا، وحاشاك فلست ديُّوثًا، بل أنت على خير كثير، ونسأل الله أن يُكثّر في الأُمِّة من أمثالك، وأن يُعينك على الخير.

حتى نستطيع أن نتعاون في الإصلاح أرجو أن تُعطي صورة عن نمط شخصية الأب، ونمط شخصية الأم، وهذه الأخت أيضًا نمط شخصية، ماذا تُحب، حتى نتعاون جميعًا في الوصول إلى قلوبهم، فإن للقلوب مفاتيح، والإنسان إذا مدح الإنسان بما فيه من الإيجابيات ثم نبَّهه للنقائص فإنه يقبل، أمَّا إذا نسيَ ما عنده من إيجابيات وإحسان فإنه قلَّ أن يقبل النصيحة.

كذلك النصيحة ينبغي أن تكون بعيدًا عن الإحراج، لا تُظهر فيها الأستاذيّة وأنك أعلم منهم رغم أنك الأصغر، أيضًا ينبغي عند النصح أن تكون على انفراد، ليس أمام الناس كما قال الشافعي:
تعمدني بنُصحِكَ في اِنفِرادي ... وَجَنِّبني النَصيحَةَ في الجَماعَه
فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ ... مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه
وَإِن خالَفتَني وَعَصِيتَ قَولي ... فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَه

أنبِّهُ إلى أمرٍ أخير: إذا كان كلام الوالد سلبيا والوالدة تقول (عادي) فلا تنصح أختك أمامهم؛ لأن هذا يُشجّعها على المُضي في هذا، ولكن إذا ذهبت الأخت فتكلّم مع الوالدة، واطلب من الوالدة أن تُناقش الوالد، أمَّا في حضورها فلا تتكلّم؛ لأنهم قالوا: (عادي، ولماذا، وما هو الإشكال) فإن هذا يُعطيها الضوء الأخضر لتستمر -والعياذ بالله- فيما يُغضب الله، وهي الضحية الأولى، ففي الشباب ذئاب، نسأل الله أن يحفظ أعراضنا وأعراض المسلمين.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تساهل أمي أفسد سلوك أخواتي، فكيف أقومهن؟ 14700 الأربعاء 17-07-2024 12:00 صـ
اكتشفت بأن أختي تدخن، فما هو التصرف المناسب في هذه الحالة؟ 6304 الأحد 21-04-2024 12:00 صـ
أختي تكلم شابًا ونصحتها فلم تنتهِ، فماذا أفعل؟ 14570 الثلاثاء 23-01-2024 12:00 صـ
أختي ترتدي لباسًا ضيقًا وتتبرج عند الخروج، فكيف أنصحها؟ 16360 الأربعاء 15-11-2023 12:00 صـ
هل ذكر مساوئ الشخص الذي قد يضر أختي يعتبر غيبةً؟ 11317 الأربعاء 01-11-2023 12:00 صـ