أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الاسترسال مع الوساوس القهرية المتعلقة بأمور الدين

مدة قراءة السؤال : 7 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد التحية، أنا أرسلت سابقاً طلب استشارة في الموضوع المدرج في الأسفل، وكان الرد عليه من قبل د/ محمد عبد العليم، جزاه الله خيراً، لكن عندي أسئلة على جواب السؤال الذي سألته، وأنا على فكرة أدرجت السؤال السابق مع الجواب السابق، وإن شاء الله يجيب عليها نفس الدكتور؛ لأنه قد اطلع على الحالة تقريباً.

السؤال السابق.
رقم الاستشارة: 248585
عنوان الاستشارة:حالة اكتئاب تجعلني أسأل ما هو الهدف من الحياة.
تاريخ الاستشارة: 2006-02-15 16:13:18
الموضوع:استشارات نفسية
السائل: الغريب
الســؤال:
أنا طالب جامعي من أشهر تقريباً بدأت أحس بحالة اكتئاب غريبة، وما لها تفسير بالنسبة لكيفية نشأتها، هذه الحالة هدفها أنها تجعلني أركز على مجموعة من الأسئلة المصيرية، وهي:
1- ما الهدف من السعادة، والعيش بسرور إذا كانت حياة الإنسان لها مدة زمنية تنهي فيها مشواره الدنيوي؟
2- ما هو الهدف من الحياة؟
3- أشعر بوحدة وغربة دائماً، لا صديق، ولا أخ، ولا شريك فكري؟
4- ما الهدف من التطور في الحياة إذا كانت النهاية موجودة للدنيا؟
5- سعادتي لا تكتمل بسبب مطاردة الموت لي في أي لحظة سعادة، فبمجرد شعوري بالسرور، أسترجع إرشيف الموت، فينتقل الشعور من الفرحة إلى اليأس؟
6- يطاردني شبح الدخول في حالة غيبوبة، بسبب ممارسة نشاط جسدي معين، أو الإصابة بمرض جسدي معين، مما يزيد من مستوى الخوف النفسي لديّ؟
7- أشعر بالخوف من مسألة أن أقابل "جناً أو شيطاناً" في حياتي الدنيوية وخاصة فترة الليل؟
8- أشعر بالكسل والملل من ممارسة الشعائر الدينية من صلاة وصيام وقراءة قرآن! وخاصة مسألة قراءة القرآن، فأنا ومع احترامي للقرآن الكريم، من أعداء القراءة بغض النظر عن مجالها الثقافي.

الجـــواب السابق:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ الغريب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا شك أن القضايا التي طرحتها هي أسئلة ذات طابع فلسفي إلى درجة كبيرة، ومثل هذه الأسئلة تحمل أيضاً طابع الوسواس القهري، فهي أسئلة وسواسية في مجملها، وحقيقةً الوساوس هي أفكار تكون مفروضة على الإنسان ودائماً لا توجد إجاباتٍ محددة لما يريد الإنسان الوصول إليه، ولكن نقول لك إن هذه الأسئلة لابد أن تتمعن فيها، وبعد ذلك تجد الأفكار المضادة لها، فالهدف من الحياة معروف، وهو أن نعمر هذه الأرض، وأن نسعى بكل جهدنا، وأن نعمل الصالحات، حتى نعيش الحياة الدائمة بكل سعادة، وأن نكون في جنات النعيم، أي أن هذه الحياة التي نعيشها الآن ما هي إلا مرحلة قصيرة، الهدف منها هو إعمار الأرض وطاعة الله، والعمل من أجل الحياة الأخرى وهي الحياة الدائمة.

أرجو أن تفكر بهذا المنهج، أي من لا يستفيد أو من لا يعمل الصالحات في حياته هذه فهو يكتب الشقاء لنفسه، والهدف من السعادة هي أن أكون سعيداً ومسروراً، وهذا لا يتأتى إلا إذا عمل الإنسان في دنياه.

أرى أنه سيكون من المفيد لك جداً أن تتناول أحد الأدوية المضادة للوساوس، فهي إن شاء الله سوف تقلل من حدة هذا التفكير لديك، وتجعلك أكثر ارتباطاً بالواقع في تفكيرك، والدواء الذي أود أن أصفه لك يعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى كبسولتين في اليوم لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضه إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر.
هذا الدواء مفيد جداً، وإن شاء الله سوف يجعل هذه الأفكار التي تنتابك تضعف وتقل حتى تنتهي بإذن الله تعالى.

مقابلة الشعور بالخوف من مقابلة الجن أو الشيطان، هذا أيضاً خوف غير مبرر، عليك أن تكون حريصاً على أذكارك، وأن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

الكسل والملل من ممارسة الشعائر الدينية ربما يكون هو جزء من الإحباط العام الذي أنت مصابٌ به، ونسأل الله تعالى أن تستفيد من الدواء الذي وصفناه لك، حتى يزيد من فعاليتك، ولكن عليك يا أخي أن تجاهد نفسك بقوة، وأن لا تترك للتكاسل فرصة إلى نفسك، وأن لا تحاور نفسك مطلقاً في أمر الصلاة والعبادة وقراءة القرآن، فعليك أن تطبق الفعل ثم تفكر بعد ذلك فيه، أي عليك بالصلاة في وقتها، وهذا في حد ذاته إن شاء الله سيكون له عائد إيجابي على تفكيرك، مما يرفع من معنوياتك؛ لأن في أداء الصلاة نوع من الكفاءة الذاتية الداخلية التي تشرح صدر الإنسان وتعطيه القوة للقيام بمزيد من الأعمال الأخرى، سواءً أعمال الدنيا أو العبادة.

أسأل الله لك التوفيق، وأود أن أؤكد لك أن هذه الأفكار أفكار وسواسية يمكنك التخلص منها، إذا حاولت إضعاف منطقها، أي أنها لا تقوم على منطق حقيقي، وفي ذات الوقت تتناول الدواء الذي وصفته لك.

وبالله التوفيق.

المجيب: د. محمد عبد العليم

أسئلتي الجديدة:

1- كيف يكون إعمار الأرض فيه سعادة للإنسان؟
2- كيف تتجلى مفاهيم إعمار الإرض في مرحلتي الجامعية الحالية؟
3 - ما المقصود: بالسعادة؟
4 - ما الفرق بين طبيعة السعادة هنا بالدنيا وهناك بالآخرة، فهنا أكل وطعام، وهناك أكل وطعام بغض النظر عن أفضلية النوعية والنكهة؟
5 - هل الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فيها حماية لي من الالتقاء بالجن والشيطان أو الإضرار بي من أي مخلوقات أخرى، وهل حقاً هناك لقاء بصري بين الإنسان والجن والشيطان، فقد قرأت قصة على الأنترنت أن شاباً من منطقة معينة قد قابل شيطانا في مغارة معينة في غابة، وقد سمعت أن شاباً في بلدتي قد قابل شيطان أثناء خروجه لأداء صلاة الفجر؟

6- كيف يكون لأداء الشعائر الدينية بما فيها الصلاة دور في الكفاءة الذاتية الداخلية التي تشرح صدر الإنسان وتعطيه القوة اللازمة للقيام بالمزيد من الأعمال، كما أجاب الدكتور محمد عبد العليم على استشارتي السابقة؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الغريب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على تواصلك مع استشارات الشبكة الإسلامية.

أيها الأخ الكريم! أرجو أن لا تأخذ الأمور على الإطلاق بهذه الطريقة، ومن حقك أن تحلل الأمور، ولكن لابد أن تعرف أن لفكرنا ومقدراتنا المعرفية حدوداً، وبنظرة فاحصة لأسئلتك، ومع احترامي الشديد لشخصك الكريم، أرى أن التفكير الواسوسي هو الذي يجعلك من الصعوبة بمكان وضع حدود لأفكارك، وعليه تسترسل وتفكر في أمورٍ ربما تكون فوق طاقة الفكر الإنساني، ومن وجهة نظري أن:

1- إعمارُ أي شيء يعني الفعالية والقيمة الذاتية، والإنسان يسعد كثيراً إذا أضاف أو بنى بيتاً صغيراً، ناهيك حين يكون هذا البناء هو المساهمة في إعمار هذه الأرض، ولا شك أن في ذلك إشباع للنفس، والنفس حين تشبع تشعر بالسعادة.

2- تتجلى مفاهيم إعمار الأرض في مرحلتك الجامعية بالتسلح بالعلم والمعرفة، والتي يمكنك من خلالها المساهمة في الوصول إلى أهدافك، وإسعاد نفسك والآخرين، والعمل الجاد والإيجابي، وهذا فيه إعمار للأرض.

3- لا يوجد تعريفٌ واحد للسعادة، وقد اختلف العلماء والفلاسفة في ذلك، ولكن المتفق عليه هو أن كل واحد منا يرى السعادة من منظوره، وهي في نظري أن أعمل ما يُرضي الله عني، وأن أرض عن نفسي، وأتكيف مع من حولي، وأن أكون فعالاً ومفيداً للآخرين، وأن أرض بما قسم الله لي.

4- وأخيراً: هنالك في الآخرة ما لا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر .. منتهى السعادة.

أرجو أن تخلص في أداء الشعائر، وسوف تجد ما ذكرته لك بإذن الله.

وبالله التوفيق والسداد...

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. 3410 الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ 1957 الأحد 28-06-2020 02:49 مـ
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ 1934 الخميس 25-06-2020 05:38 صـ
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني 2401 الخميس 25-06-2020 02:58 صـ
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ 1601 الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ