بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلمة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك.
وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فأقول: فإن كان والداك معسرين وكانا بحاجة إلى الإنفاق، فإن نفقتهم تكون واجبة عليك وعلى إخوتك، وإذا كان إخوتك غير قادرين على الإنفاق، أو يقدرون ولا ينفقون، فيجب عليك أن تنفقي على قدر طاقتك، أما الإنفاق على إخوتك فليس واجباً ولكنه عمل صالح، ومن أفضل الأعمال والقربات إلى الله، وهو من الإحسان إليهم، وأبشري بالخير الوفير والجزاء العظيم والإحسان الجزيل من الله، متى احتسبت هذا العمل عند الله، فقد قال الله تعالى: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، وأبشري بالخلف والعوض من الله، فقد قال تبارك وتعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)، فما قدرت عليه من الإنفاق على والديك وإخوتك، فابذليه بطيب نفس، واحتسبي الأجر عند الله.
النفقة على الأقارب عموما فيها أجران: أجر الصدقة، وأجر الصلة، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم: (لكِ أجر الصدقة، وأجر الصلة) وصلة الرحم من أسباب السَّعَة في الرزق وراحة البال، يقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم-: "من سره أن يبسط الله له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه" وإذا استطعت أن تجمعي بين الخيرين –المساعدة في نفقة البيت وبين مشروعك الخاص- فهذا خير وبركة.
من المهم النقاش مع الأسرة (الوالدين والإخوة) عن رغبتك في تكوين نفسك، والنظر إلى مستقبلك، خاصة وقد بلغت سن الـ 29، وأنه يجب على الآخرين تحمل المسؤولية (خاصة العاطلين منهم)، فالمسؤولية في البيت مشتركة بين الجميع، حتى الذين في الجامعة هناك فرص عمل في الجامعات ولو كانت ذات دخل محدود إلا أنها تسد مسداً، لا بد من التكامل في الأدوار، ولا يكون العبء على واحد دون الآخر، ولا بأس من بعد ذلك أن تتجهي لمشروعك في الحياة، وأن تدركي سنوات عمرك.
أسأل الله أن يكفيك ما أهمك، وأن ينزل على قلبك السكينة والطمأنينة وراحة البال، وأن يجعلك بركة على والديك وأهلك، وأن يوسع لك في رزقك من حيث لا تحتسبين، وأن يسهل لك الخير، ويصرف عنك الشر وأهله.
(المصدر: الشبكة الإسلامية)