أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التفكير المفرط هو أحد أعراض المخاوف أو القلق أو الوساوس، وقد يكون مجرد مخاوف طبيعية كما يحصل في حياتنا اليومية، وقد يكون لدى الشخص هدف يسعى لتحقيقه، فتجده مهتمًا مغتمًا بالتفكير المفرط فيه، وقد يصل التفكير المفرط أحيانًا إلى مرحلة الاضطراب، عندها ينبغي تدخل العلاج النفسي للمساعدة في تجاوز هذه الحالة، وهذا يعتمد على التشخيص العيادي بطبيعة الحال.

وإليك بعض النصائح العامة التي قد تعينك على تجاوز هذا التفكير أو تخفف منه:

1- حدد المشكلة التي تشغل تفكيرك، فإن كانت تتعلق بالوظيفة مثلا، فيمكن أن تلجأ لتطمين نفسك بأن الأرزاق مقدرة ومكتوبة قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وإن كان الأمر يتعلق بتأخر الزواج فسيكون الإيمان بالقدر مخرجا مناسبا لوضعك النفسي، مع الحرص على السعي في الأسباب المادية التي تعينك على الزواج.

هذان مثالان فقط على كيفية التعامل مع التفكير المفرط، وقس عليهما المشاكل الأخرى في حياتك، حيث سيكون لكل مشكلة طابعها الخاص وحلولها الخاصة.

2- عليك أن تتعلم كيفية التركيز، فهي مهارة يمكنك تعلمها، على سبيل المثال: إذا جلست تشرب قهوة الصباح، فعليك أن تتأمل لون القهوة بعينيك، وأن تتحسس رائحتها بحاسة الشم لديك، وإقرانها مع روائح قهوة أخرى مرت بك سابقا، وأن تتحسس درجة حرارة كوب القهوة، وبالطبع لا بد أنك ستشعر بمذاق القهوة في فمك، مثل هذا التركيز الذي يوظف حواسك الخمس في الشيء الواحد سيجعلك تتدرب على التركيز وعدم التشتت، وافعل ذلك مع الأمور الأخرى في حياتك.

3- استعن بالله تعالى ولا تعجز، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وحافظ على أذكار الصباح والمساء، والجأ إلى الدعاء، وركز في كلماته ومعانيه وأنت تدعو، تأمل هذا الدعاء وركز فيه والذي رواه البخاري، عن شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ الله عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ: اللهمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إلا أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي؛ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أَنْتَ. مَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ».

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.