أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : برود في الرأس واكتئاب شديد وفشل في الدراسة وسوء علاقة مع الوالد

مدة قراءة السؤال : 6 دقائق

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري 25 عاماً، أعاني منذ أسبوع تقريباً من شعور ببرودة في رأسي، تبدأ من جزء رأسي الموجود أعلى الجبهة، وينتشر في كل رأسي أحياناً، وتختلف شدتها خلال اليوم الواحد، فهي تزيد عند التركيز على القراءة أو أمام شاشة الكمبيوتر، أو عند القلق والتوتر، وفي الليل عند تشغيل المكيف أو عندما أضع رأسي على الوسادة، وأشعر بتحسن أكثر إذا ما شددت شعري حيث يخف شعوري بالبرودة.

كما أعاني من ألم خفيف تحت عيني اليسرى، وحين أستيقظ من النوم أشعر بجفاف كبير في عينيّ، وتكون محمرة قليلاً، وأشعر بدوخة خفيفة أيضاً، وأشعر بما يشبه الشد الخفيف في الجهة اليسرى من وجهي، وقبل حوالي 3 أسابيع شعرت بألم في أسفل ظهري وقدمي اليسرى، ولكنه تحسن الآن كثيراً ولكنه لا يزال موجود قليلاً.

والعام الماضي سبق وأصبت بصداع شديد ومستمر، ولكن بدون الشعور بالبرودة، وبعد عمل الكثير من الفحوصات وفحص (Ct scan) للرأس وأشعة للرقبة، كانت النتائج سليمة والحمد لله، وهكذا تم تحويلي للطب النفسي في الجامعة، وشخصت الحالة بأنها اكتئاب نفسي، وأخذت حبوب إيفيكسر لمدة 6 أشهر، وتحسنت خلالها حالتي، ولم أكمل العلاج النفسي بسبب ظروفي.

والآن لا أعرف سر هذه الحالة الجديدة، وإذا كان من الضروري مراجعة الطبيب مجدداً وعمل فحوصات جديدة للرأس لمعرفة سبب البرودة، أم أن السبب نفسي مجدداً، حيث أني لا أزال أعاني من ضغوطات أسرية كبيرة، كما أعاني من كثرة التفكير في كل الأشياء، وسأسميه تفكيراً سلبياً، فكل شيء أفكر فيه، وأرى مستقبلي أسود، وأن حياتي لن تتحسن بالرغم من أني أصلي كثيراً في الليل، وأدعو الله بإخلاص، وأشعر بتحسن وقتها، ولكن لا تزال الأفكار المتشائمة تحيط بي، وأصبحت كلما تماديت في التفكير، أحاول طرد الأفكار، ولكن يصعب علي ذلك.

كما أن كل ألم أفسره بأنه مرض خطير، وألم ظهري في الواقع أخافني كثيراً، لدرجة أن أصبت بحمى، وكنت أبكي باستمرار، وأخبرت أمي بخوفي من أن أصاب بالشلل، أو أن تقطع رجلي، وكلما ازداد خوفي ظهرت لي المزيد من الأعراض، مثل الشعور بالتمنيل في الساعد أو الرجل، أو شعور بدوخة وبرودة في الرأس وقشعريرة.

كما أشعر بأني فاشلة، فحين اخترت أن أتخصص في الهندسة الكهربائية -وحسب تفسير الدكتور النفسي- كان السبب أنه أكثر تخصص لا أفهم فيه شيئاً، وبالتالي سأرسب كثيراً، ورسوبي سيبقيني في الجامعة فترة أطول عن البيت وعن أبي خاصة، وبعد معاناة 7 سنوات تخرجت من الجامعة، وكنت مترددة في آخر فصل في حضور الامتحانات أو لا، حيث كنت أنوي ترسيب نفسي كي لا أعود إلى عند أبي، ولكن لم يكن لدي خيار آخر، فنظام الجامعة لا يسمح بالدراسة أكثر من سبعة أعوام للطالب الفاشل وكثير الرسوب.

وهكذا عدت للبيت وانقطعت عن العلاج النفسي، والآن يجب أن أعمل في مجال تخصصي الذي أجده صعباً ومملاً وشاقاً ومخيفاً بالنسبة لي، فأنا منعدمة الثقة والإرادة، وأنا الفتاة المهندسة الوحيدة في الشركة التي سأبدأ التدريب فيها من بعد خمسة أيام، وقبل أسبوع كان علي أن أجتاز اختباراً في مجال تخصصي، وأعطاني أحد المهندسين كتاباً لكي أقرأ منه بعض الأشياء، والذي قال لي بأنها أساسيات وأشياء سهلة للغاية، وعندما عدت للبيت وحاولت قراءة المعلومات الهندسية، والتي سبق ودرستها لم أقدر أن أركز ولم أفهم وخفت كثيراً، وخفت أن أبدو فاشلة في مكان عملي أيضاً، وخفت أن أبدو فاشلة أمام أبي، حيث أن أبي يحضر معي المقابلات لسبب لا أعرفه.

وأنا أخاف من أبي كثيراً، فهو شخص سيكيوباتي وله شخصيتان، ولكنه يتحكم في ظهور كل شخصية في الوقت الذي يناسبه، فهو عدواني وأناني وعديم الرحمة، وشديد البخل معنا في البيت، ولقد حرمنا من مسكن جيد حيث نعيش مع السحالي والفئران والصراصير وشباك العنكبوت، بالرغم من أنه غني جداً وتاجر، ويكسب ما يقارب 4430 دولار شهرياً، كما حرمنا من الملابس والطعام، وحرمنا تماماً من رؤية أقاربنا، حيث لا أعرف عدد أقاربي أو أشكالهم، وحرمنا تماماً من الخروج للنزهات أو السوق، وحين أذهب للجامعة كان يعطيني مصروفاً قدره 25 دولاراً فقط لأصرفها على نفسي مدة 4 أشهر في الغربة، أما شخصيته الأخرى فهي ذكية وحكيمة ومحبوبة وظريفة ومثقفة، وهذه الشخصية تظهر في الخارج، وخاصة أمام الأشخاص ذوي الشهادات العالية، مثل الدكاترة والأطباء وأساتذة الجامعة والمعلمات ورجال الدين، وهو يبهرهم حقاً حين يتحدث معهم.

آسفة للإطالة، ولكن هذه هي الأعراض الجسدية والنفسية التي أشعر بها خلال هذه الفترة، وأرجو أن أجد تشخيصاً وعلاجاً من عندكم، ولا تطلبوا مني أن أكمل العلاج النفسي، فهذا يتطلب أن أخبر أبي، وهو سيكون معي عند الطبيب النفسي، ومستحيل أن أتكلم عنه وأمامه عند الدكتور، حيث من المستحيل أن يعترف بما يفعله معنا، فهو يردد دائماً بأننا نظلمه كثيراً، وعقابنا عند الله شديد، وأنه هو شخص أمين والأكثر صدقاً، وقد يأخذني للمحكمة حتى نعرف من الظالم ومن المظلوم، ولقد سبق وأن جعلنا نوقع على الكثير من الأوراق والتي مفادها بأنه لم يخطئ بشيء، ونحن الذين نخطئ، وكان يقول دائماً كي أحمي نفسي غداً عندما تأخذونني إلى المحكمة.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سالي حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: الأعراض الجسدية التي أصابتك من شعور بالبرودة في بعض أجزاء الجسم خاصةً الرأس، وكذلك بعض الآلام الجسدية، والشد الخفيف، هي في الواقع تقلصات وانقباضات عضلية ناتجة عن القلق النفسي؛ حيث أن للقلق أعراضاً جسدية وأعراضاً نفسية، والأعراض الجسدية هي من النوع التي ذكرتي في رسالتك.

ومن هنا نقول: أن حالتك هي حالة قلق نفسي، وبما أنك تعانين من الكثير من الإحباط والشعور بفقدان الثقة في النفس، فربما يكون هنالك نوع من الاكتئاب النفسي، وفي مثل هذه الحالة يكون تشخيص حالتك هو القلق الاكتئابي، وهي حالة منتشرة، خاصةً وسط الفتيات في مثل عمرك.

قبل أن أتطرق لموضوع العلاج، فلقد انزعجت كثيراً من علاقتك مع والدك وتصورك أن والدك من النوع السيكيوباثي، فكلمة سيكيوباثي هي حقيقة كلمة فظة وتعني الكثير جداً في الطب النفسي.

مهما كانت تصرفات والدك نحوكم، أرجو أن تنظري للإيجابي في تصرفه، وأن لا تركزي على كل السلبيات، وربما تكتشفي في نهاية الأمر أنه كانت لديك بعض المفاهيم الخاطئة نحو والدك، فعلى سبيل المثال أنت ذكرت أنه يذهب معك للمقابلات لسبب لا تعرفيه، هذا شيء طبيعي، كل والد يريد أن يذهب مع ابنته ويعرف كيف تسير الأمور بالنسبة لها، فأرى أن ذلك حرص منه وليس أمراً سلبياً.

أنا أود التركيز على هذا الأمر؛ لأني أرى أن تحسن علاقتك بوالدك أو على الأقل تغيير المفاهيم السائدة الآن، سوف يساعدك كثيراً في صحتك النفسية، ومن المفترض أيضاً أن تكوني كيسة وحكيمة، وتفتحي معه نوعاً من قنوات الحوار الإيجابي المفيد، يشعر من خلاله بأبوته، وهذا بالتأكيد سوف يجعله أكثر قرباً وأكثر إشفاقاً، وأكثر تعاوناً معكم فيما يخص أموركم الخاصة أو أموركم العامة.

الخط الآخر في العلاج هو أنت مطالبة بالتفكير الإيجابي، حقيقة أرى في رسالتك أنك تميلين كثيراً للتمسك بالسلبيات في حياتك، ولا تلتفتي كثيراً للإيجابيات، وأنت والحمد لله الآن تخرجت وبتخصص ممتاز، وبالرغم من التأخر في سن الدراسة إلا أن هذا التخصص تخصص واعد جداً وممتاز جداً، ويمكنك أن تجدي الوظيفة الممتازة، وأنت الحمد لله الآن على عتبة الوظيفة.

عليك أن لا تنظري للأمور أنها مستعصية أو أنها صعبة، فكما أنجزت في الماضي فسوف تنجزين إن شاء الله في الحاضر، وسوف تنجزين بصورة أكبر في المستقبل بإذن الله.

نصيحتي لك هي أن تتناولي بعض الأدوية المضادة للاكتئاب، (الإيفكسر) يعتبر من الأدوية الفعالة والممتازة ويمكنك الرجوع إلى استعماله وتبدئي بجرعة 37.5 مليجراماً يومياً لمدة أسبوعين، ثم ترفعي الجرعة إلى 75 مليجراماً يومياً، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك أن تخفضي الجرعة إلى 37.5 مليجراماً يومياً لمدة أسبوعين، ثم 37.5 مليجراماً يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين أيضاً.

أرى أن العلاج الدوائي في هذه الفترة -أي: فترة التوظيف- يعتبر هاماً بالنسبة لك، وسوف إن شاء الله يعطيك دفعة إيجابية كبيرة، وبعد أن تتمسكي بالوظيفة سوف يكون هنالك نوع من التأهيل الذاتي بالنسبة لك إن شاء الله، وسوف تجدين نفسك أنك أصبحت أكثر ارتياحاً ولن تحتاجي للعلاج.

إذا أردت أن تراجعي الطبيب النفسي بالرغم من أنك متخوفة من والدك، أيضاً ربما يكون هذا شيء طيب، وبما أن لديك ملفاً طبياً في الجامعة يمكنك مراجعة الأخ الدكتور أحمد سعيد عبد اللطيف، فهو من الأطباء النفسيين الممتازين، ويستطيع أن يتفهم مشكلتك، كما أنه لديه القدرة إن شاء الله أن يصلح الأمور بينك وبين والدك.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1558 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3852 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2452 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1213 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2187 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ