أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أكره أمي بسبب ظلمها لي، فماذا أفعل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.

جاء خبر لأمي بأنني أتحرش بصبي في الشارع في عمر 12 سنة، اتهمتني باللواط وضربتني كأنني عدو دون أن تسمع مني أو تصدقني، وضربني أبي أيضا، ومن يومها أكره أمي كثيراً.

وبعد سنتين كنت بين الحياة والموت ولم تعدني ولا حتى تهاتفني، وبعد أن كبرت تشاجرت معها يوما وضربتها، مضت 17 سنة وما زلت أكرهها أشد الكره.

الجميع ينصحني بالعودة لها لكنني أتذكر أنها سبب كل الألم فأكرهها أكثر، علما بأن علاقتنا كانت تعود طبيعيه عندما أكون أملك المال فقط، وعندما لا أملك تمنعني من استخدام أغراض المنزل، وتشتمني، وتفضل أخوتي علي، وقد سبق لها مواقف مع أخوتي الآخرين بسوء المعاملة معهم، واليوم الفتاة التي أحبها فرضت علي شرط رجوعي لأمي، ماذا أفعل بعد كل ظلمها لي؟

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ثلاثيني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

فلعل الله أراد بك خيرا عندما ساق لك هذه الفتاة التي فرضت عليك شرط التواصل مع أمك؛ نعم نحن نتفهم سوء التعامل من قبلها، وعدم التروي والتحقق من موضوع اتهامك بذلك الولد حينها، لكن عليك أن تعلم أن أداء الحقوق شيء، وأن الصبر على الأذى شيء آخر، ولنضرب لك مثالا حتى تتضح الصورة، لو أنك أخذت دينا من صديقك إلى أجل مسمى، ثم لما جاء وقت السداد طالبك بديونه التي عليك، وصادف حينها أنك لا تملك ما تسدد به الدين، وبدلا من أن يطالبك صديقك بأدب واحترام قام بسبك وشتمك بسبب تأخيرك للدين، فأنت قررت مقاطعته وعدم تسديد الدين.

السؤال هو: ماذا لو لجأ صديقك إلى المحكمة وقدم شكوى بك إلى القاضي؟ هل سيكسب القضية؟ لا سيما أنه يمتلك وصل إثبات الدين بيده، أم تعتقد أنه قد سقط حقه بسبب سوء معاملته لك؟

لا بد أنك فهمت المغزى من قصة هذا المثل، وفيما لو أسقطناه على حالك مع أمك، فعلاقتك معها لها طرفان، الطرف الأول: الدين، حيث أنك مدين لأمك وأبيك في هذه الحياة فهما سبب وجودك وهما اللذان ربياك وأنت طفل لا تقوى على خدمة نفسك، فأنت مدين لهما ويجب عليك سداد هذا الدين طوال حياتهما، ولعل الآية الكريمة أشارت إلى هذا الحق ﴿۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَ ٰلِدَيۡنِ إِحۡسَـٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَاۤ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَاۤ أُفࣲّ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلࣰا كَرِيمࣰا﴾ [الإسراء 23].

الطرف الثاني: طرف الإساءة إليك من قبل والدتك، سواء بعدم تفهمها لموضوع التهمة، أو بعدم العدل بينك وبين إخوانك، فهذا لا شك خطأ منها، وسوف يحاسبها الله تعالى على تقصيرها وليس أنت من يحاسبها، ولكنك في الوقت نفسه مسؤول عن واجبك تجاهها، وهو أداء الدين الذي برقبتك لها، والدين هنا ليس مالا، وإنما هو أعمال وطاعة بالمعروف.

قد تقول لكنني لا أحبها ولا أطيقها بسبب ما فعلته بي، والجواب: ليس واجبا أن تحبها، ولكن الواجب أن تطيعها فيما لا ضرر فيه عليك ولا إثم فيه أمام الله تعالى، وهنا يكفي صحبتها والتعامل معها بالمعروف، فقد قال الله تعالى في شأن صحبة الولد المسلم لأبويه الكافرين:
﴿وَإِن جَـٰهَدَاكَ عَلَىٰۤ أَن تُشۡرِكَ بِي مَا لَيۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِي ٱلدُّنۡيَا مَعۡرُوفࣰاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِيلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَيَّۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ [لقمان 15].

خلاصة ما سبق: ينبغي أن تفصل بين موضوع حق الطاعة للوالدين، وبين موضوع إساءة والدتك لك، فإساءتها تتحمل وزرها وتبعتها هي أمام الله، بينما أنت تتحمل وزر وتبعة عدم طاعتك لها بالمعروف الذي فرضه الله عز وجل للوالدين على الأبناء.

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أحب أمي ولكني لا أستطيع إظهار حبي لها، فماذا أفعل؟ 837 الأحد 28-07-2024 12:00 صـ
تحسس في يدي منعني من أعمال المنزل فغضبت أمي، كيف أرضيها؟ 5878 الخميس 25-07-2024 12:00 صـ
أختي تثير المشاكل وتكثر الصراخ على أمي، فماذا نفعل؟ 8179 الأحد 21-07-2024 12:00 صـ
هل استقدام عاملة للعناية بوالدتي يعد تقصيرًا في برها؟ 9736 الأحد 14-07-2024 12:00 صـ
والدتي تبكي دائمًا وصحتها في تدهور، فكيف أتعامل معها؟ 14539 الأربعاء 12-06-2024 12:00 صـ