أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الشعور بالاكتئاب والغضب والحزن وكره النفس بسبب الوسوسة في الصلاة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية، وقد ترددت كثيراً قبل أن أرسل لكم بمشكلتي، ولكني آمل أن أجد، الحل عندكم.

بداية مشكلتي بدأت قبل ثلاث سنوات، فبدأت أنسى أني كنت قد أديت أركان الوضوء كاملة أم لا، مما يجعلني أكرر الوضوء حتى أشعر بالتعب، وبعدها أصبحت أوسوس في صلاتي أن وضوئي قد نقض أم لا، حيث أحتار في إن كان ما قد حصل معي، هو خروج الهواء أم هو فقط شيء خارجي، وذلك يجعلني أعيد صلاتي ما بين المرتين إلى أكثر من خمس مرات، ويستمر ذلك معي ربما لساعة أو أكثر، وهذا الأمر يجعلني أشعر بالاكتئاب والغضب والحزن وكره نفسي، واستغفر الله أصبحت لا أحب الصلاة، بسبب ذلك لم أعد أرغب بالدراسة، وأحياناً أمتنع عن زيارة أحد خوفاً من أن أحرج بإعادة وضوئي أكثر من مرة، وأنتظر فقط بعد كل فرض الفرض الثاني وهكذا، وإذا أردت أن أشغل نفسي بشيء آخر يبقى تفكيري في الصلاة، وكم بقي من وقت للآذان، مما أثر على نفسيتي حيث أصبحت أكره الحياة وأثر على حياتي الاجتماعية، وأشعر الآن بوسوسة في الطهارة حيث إذا لامس أي شيء ملابسي أشك في نجاسته فأغيرها إلى أن لا أجد شيئاً ألبسه.

هل ما أعاني منه هو الوسواس القهري أم هو نزغة شيطان؟ وما هو العلاج المناسب لحالتي؟ وهل أكتفي بالدواء الذي ستصفه لي دون مراجعة طبيب نفسي آخر؟

أرجوكم ساعدوني.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ رماء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كل التفاصيل التي أوردتِها في رسالتك تدل أنك مصابة بالوسواس القهري، وقد أدى هذا الوسواس القهري إلى شعور ثانوي بالاكتئاب، وهذه العلاقة الطبية النفسية معروفة لدينا تماماً.

أسأل الله أن لا يكون الأمر من الشيطان، ونحن نرى أنه حالة طبية نفسية، ولكن على الإنسان دائماً أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم.

أرجو أن أؤكد لك أن العلاج موجود ومتوفر لمثل هذه الحالة، وهو سهل جداً ولكنه يتطلب الالتزام.

الشق الأول من العلاج هو أن تعرفي أن هذه الحالة هي حالة من حالات الوسواس القهري، والوسواس القهري يكثر في منطقتنا، وهو دائماً يتمركز حول الواجبات الدينية .

أولاً : بالنسبة لموضوع الوضوء والصلاة، عليك أن تكوني حازمة جداً مع نفسك، وتقرري أنك لن تعيدي الوضوء ولا الصلاة مطلقاً، حتى لو أتاك الشك أن وضوئك غير صحيح أو أن صلاتك غير صحيحة ومكتملة، وقد أفتى العلماء الأفاضل بهذا، وربما تشعرين قطعاً بنوعٍ من القلق الشديد أو عدم القناعة بما أقول، ولكنه علاج جيد ومجرب، أرجو الالتزام به.

وهنالك وسائل يمكنك أن تساعدي نفسك بها كثيراً، وهي حين تأتين للوضوء عليك أن تحددي كمية الماء أي أن تضعي ماء في إناء، وأن لا يكون هذا الماء كثيراً، أي يكون بقدر أن يقضي حاجة الوضوء، وأن تفكري مع نفسك أن هذا هو الماء الوحيد المتاح بالنسبة لك، وتتوضئي بهذا الوضوء، وبعد ذلك تقومي مباشرة لأداء الصلاة، ويمكن أيضاً أن تستعيني بأحد محارمك بأن يكون جالساً بالقرب منك في وقت الصلاة، وأن يراقب صلاتك، ثم بعد ذلك بعد أن تنتهي من الصلاة سوف يخطرك بأن صلاتك كانت صحيحة، حيث وُجد أن معظم مرضى الوسواس القهري تكون صلاتهم صحيحة ووضوئهم صحيحاً، إلا أن الفكرة الوسواسية تأتيهم مما يجعلهم يفكرون بخلاف ذلك.

تكرار ذلك سوف يعطيك الثقة في نفسك بإذن الله، كما أنه يمكنك أن تصلي مع أحد أفراد أسرتك بقدر المستطاع، هذا في البدايات الأولى؛ لأن هذه الأمور إن شاء الله سوف تدعم كثيراً القناعة بأن صلاتك صحيحة.

الشق الثاني في العلاج هي الأدوية الطبية، والأدوية الطبية والحمد لله وجد أنها ممتازة جداً وفعالة جداً لعلاج الوساوس القهرية، وهنالك عدة أدوية منها عقار يعرف باسم بروزاك، وآخر يعرف باسم فافرين، وهنالك سبراليكس، وزولفت، وأدوية أخرى.

الدواء الذي أود أن أصفه لك هو بروزاك، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم بعد الأكل لمدة شهر، ثم يمنكك بعد ذلك أن ترفعي الجرعة إلى كبسولتين في اليوم وتستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم تخفضيها إلى كبسولة واحدة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، بعدها يمكنك التوقف عنه.

أؤكد لك أن الوساوس القهرية يمكن أن تختفي تماماً، ولا داعي مطلقاً بأن تكون لديك هذه المشاعر السلبية حيال الصلاة وحيال عباداتك، وأؤكد لك تماماً أن هذا الموضوع هو مشكلة طبية، وليس أكثر من ذلك.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وساوس الطهارة والصلاة، كيف أتخلص منها وأعود لحياتي الطبيعية؟ 1694 الخميس 16-07-2020 03:13 صـ
ماذا أفعل لأخفف الاكتئاب وأكبح ما ينتابني من رغبة؟ 780 الثلاثاء 07-07-2020 08:52 مـ
هل الوسواس والخوف سبب في معاناتي؟ 1411 الخميس 18-06-2020 12:40 صـ
أشك كثيرا بوسواس سلس البول، فما الحل؟ 1022 الأحد 14-06-2020 08:52 مـ
أعاني من الوسواس القهري في الصلاة، فما علاجه؟ 2234 الاثنين 18-05-2020 05:03 صـ