أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : دائما تحدث لي مشكلة صحية...كيف أتأكد ممن حسدني؟
السلام عليكم
منذ سنة ونصف لم أذكر أني هدأت يوما، كل يوم تحدث لي مشكلة صحية جديدة أو لزوجي أو لأحد أبنائي، بدأ المرض بابني، ثم انتقل الموضوع لي، فبدأت مشاكلي بالإصابة بكورونا، ثم جلطة بالرجل، ثم مشاكل المعدة، ثم صداع شديد لم أر مثله في حياتي، آلام مبرحة برأسي أقعدتني عن الحركة، حتى الآن لم يعرف أحد تشخيصه، وأتعالج عشوائيا بدون معرفة السبب.
تركت عملي، خوفا من أن يكون به شيء من الحرام؛ لأنه من يعمل معي- وليس أنا- يقومون بتجاوزات، وأنا لا أستطيع تصحيحها أو نهيهم عما يفعلون، ثم أصابتني جلطة بالرجل الأخرى، ثم عاد الصداع، ثم عادت بقع حارقة تظهر على رجلي، سبب الجلطات هو مرض مناعي، لكنني لم أهدأ منذ سنة ونصف، وخلال مرضي يمرض أولادي وزوجي أيضا فلا أستطيع أن أعتني بهم.
يتكرر حلمي بالأُسود، وأن شيئا ما يتحرك وأحاول قراءة آية الكرسي، ولكني أختنق ويذهب صوتي، وأظل أصرخ حتى أستطيع قراءة الآية، ويتلاشى الشيء الذي يتحرك.
نادرا ما أبدأ بشيء وأنهيه، دائما قلقة متوترة، أفكر أني سأموت، عندما أسمع الرقية يتحرك إبهامي كثيرا لا إراديا، وأحيانا السبابة، وأحيانا أحس بحركة بأفخاذي، أنا محاطة بأشخاص سلبيين بحياتي، لا أستطيع التخلص منهم وأراهم يوميا، يلاحقونني أين ذهبت وماذا فعلت، ومن ضمنهم للأسف أم الزوج، ارتبطت حياتي بها ومضطرة لأن أزورها وتراني يوميا، فأنا أسكن بجانبها، كلما تصاب بمرض، وتشتكي لي، أصاب بمثله تماما، وبنفس المكان تلاحقني وتخنقني بأسئلتها، كلما أذهب مكانا يجب أن تعرف متى وأين وكيف وماذا أحضرت معي، تقارن نفسها بي دوما.
كيف أتأكد ممن حسدني؟ وماذا أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مهند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك ابنتنا العزيزة في استشارات إسلام ويب.
أولاً: نسأل الله سبحانه وتعالى رب العرش العظيم أن يشفيك، وأن يصرف عنك كل مكروه.
ثانيًا: نصيحتُنا لك – أيتها البنت الكريمة – ألَّا تشغلي نفسك بالتفكير بمن حسدك، وأحسني الظن بمن حولك من الناس، فإن الشيطان يحاول أن يُوقع العداوة والبغضاء بين المؤمنين، بأن يُلقي في قلوبهم هذه الوساوس وأنواع الشكوك في الآخرين، والأصل في المسلم السلامة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث).
لكن إذا قامت لديك قرائن وأمارات وعلامات على أن شخصًا ما أصابك بالعين فالأمر سهلٌ بسيط، حاولي أن تأخذي شيئًا من آثاره - من آثار شُربه أو من آثار أكله - إذا كنت لا تريدين مُصارحته بأن يتوضأ لك الوضوء الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم مِمَّن أصاب غيره بالعين، إذا كنت لا تقدرين على هذا، أو كان فيه ترتُّب مفسدة كعداوات أو خصام وشقاق ونحو ذلك؛ فخذي شيئًا من غير أن يشعر، بعد شُربه، واخلطيه بالماء وصبيه على جسمك من نصف الرأس إلى جهة الخلف.
ومع هذا أديمي استعمال الرقية الشرعية، فإن الرقية الشرعية فيها أدعية وأذكار، تنفعك بإذن الله تعالى، سواء في شيء من حسد أو عين أو لم يكن، ولا بأس أن تستعيني بمن يُحسن الرقية الشرعية من الناس الثقات المأمونين، ولعلّهم يُساعدونك في تشخيص الحالة التي أنت تمرين بها.
ومع هذا ننصحك أيضًا بالطب بالدواء الحسّي والتداوي، وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بالتداوي، فربما كان في الجسد علّة أو خلل أوقعك في كل هذا، فلا ينبغي أن تُقصّري في طلب التداوي والكشف الصحي، امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تداووا عباد الله).
وقد فهمنا من كلامك أنك تتهمين أم زوجك، فنعود ونكرر تحذيرا مرة ثانية من إساءة الظن، لا سيما بالأقارب، ولا سيما إذا حاول الشيطان أن يوقع بينك وبينها العداوة والكراهية، وهذا أعظم ما يتمنّاه الشيطان، وقد أرشدنا الله سبحانه وتعالى إلى دفع شر ابن آدم بالإحسان إليه، فقال سبحانه وتعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]، فجاهدي نفسك لتُحسني إلى أُمِّ زوجك، فهذا الإحسان يُطفئ ما قد يكون في نفسها عليك من الغيظ.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمُنَّ عليك وعلى أسرتك جميعًا بالعافية والشفاء ويصرف عنكم كل مكروه.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كلما ذكر شخص أمرًا أمامي إلا وتعسر، فهل أنا السبب؟ | 2217 | الاثنين 15-07-2024 12:00 صـ |
تحدث لي أعراض وتغيرات عند قراءة سورة البقرة، فما تفسيرها؟ | 16369 | الاثنين 06-05-2024 12:00 صـ |
النوم أثناء الرقية الشرعية والاستيقاظ بعدها، ما تفسيره؟ | 14828 | الاثنين 13-05-2024 12:00 صـ |
عندما أنام أحلم بكوابيس وأحلام مخيفة.. ما تشخيصكم؟ | 13232 | الأربعاء 24-04-2024 12:00 صـ |
أعالج نفسي بالرقية الشرعية ثم تعود الأعراض، فما الحل؟ | 15694 | الأحد 05-05-2024 12:00 صـ |