أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل القرب المفاجئ من الله معناه اقتراب الموت؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كنت معظم حياتي أصلي، ولكني أحيانا كنت أؤخر الصلاة عن وقتها، ولا أصلي في المسجد إلا نادرا، وكنت أفعل بعض المعاصي مثل العادة السرية، ولكن فجأة وجدت نفسي لا أرغب بعمل أي من هذه المعاصي، وصرت أصلي الصلاة في وقتها، وأحيانا أصلي في المسجد، وصارت حياتي أكثر استقرارا.

بحثت على الإنترنت عن هذا الموضوع، فوجدت أن بعض الناس يقولون بما معناه اقتراب الموت، وأنا لا لست خائفاً من الموت، ولكني أخاف أنني لم أعبد الله كما ينبغي، فهل هذا صحيح أنه اقترب موتي والعلم عند الله أكيد؟ لكي يطمئن قلبي، وآسف على الإطالة.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك أخي الكريم في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك في عمرك، وأن يسعدك، وأن يثبتك على الحق حتى تلقاه.

أخي : نحمد الله إليك تلك التوبة، ونحمد الله إليك هذه العودة، وقد رأيت بركاتها، ورأيت كيف هذه الصلاة وهذا الإقبال جعلك أكثر استقرارا من الناحية النفسية، وأكثر طمأنينة من الناحية الاجتماعية، والعاقل أخي الكريم من يزيد من فرص الخير، ويقبل عليها ويتمسك بها.

أخي: لا نستطيع ولا غيرنا الجزم بتلازم الصلاح المفاجئ مع الموت، ولا نفي ذلك، فهذه أمور يعلمها الله تعالى، والواجب على المسلم أن يعتقد أن الموت معه صباحا ومساء، وقد كان السلف الصالح إذا أصبحوا لا ينتظرون المساء، وإذا أمسوا لا ينتظرون الصباح، بل حياتهم كلها كانت سعادة واستعداد لأجمل يوم يمر عليهم، وهو يوم أن يقبض الله تلك الروح لترى النعيم الذي ليس بعده نعيم.

أخي: دعك من أي أمر سلبي، ولا تفكر في تلازم الصلاح والموت، بل فكر كيف ترضي مولاك وخالقك، كيف تعبد الله صادقا من قلبك، كيف تتلذذ بالطاعة.

أخي: إن طاعة الله لها لذه ولها طعم لا يعرفه إلا من جربه، ولا يتلذذ به إلا من عايشه، ولذلك ورد عن بعض السلف قولهم: إننا في سعادة لو يعلم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف.

إن الفوز الحقيقي، والسعادة الحقيقية في طاعتك الله عز وجل، في ساعة تذكر الله فيها، في لحظة تدمع عينك فيها حبا لله وشوقا إليه، في ركعة تقومها في الليل تناجي بها مولاك سرا، وتخاطب فيه ربك لا يعلم بها أحد إلا الله.

إن السعادة كل السعادة أن تصلي الصلاة في موعدها، وأن يكون لك ورد من الأذكار دائما، وورد من القرآن مستمرا، وقد رأيت يا أخي حين التزمت الطاعة وسعيت في طريق الهداية، رأيت كيف أتاك الاستقرار والاطمئنان والسعادة، وقد أشرقت نفسك بتلك العبادة، فكيف لو صارت حياتك كلها طاعة.

أخي الكريم: إن السعادة المزيفة هي سعادة التافهين الذي يضيعون أوقاتهم في اللهو والترف والبعد عن الله عز وجل، إنها سعادة ناقصة لأنها متى ما سلبت منهم ندموا على كل دقيقة مرت عليهم دون أن يذكروا الله عز وجل.

أخي الفاضل: استعن بالله عز وجل، ولا تفكر في أي شيء سوى إرضاء مولاك وإسعاد نفسك بالطاعة، وهذا والله هو النعيم المقيم.

نسأل الله أن يوفقك، وأن يسددك، وأن يسعدك بطاعته والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
فقدت التأثر بالقرآن بسبب ذنب وقعت فيه.. أرشدوني 11436 الأحد 28-07-2024 12:00 صـ
أصبت باكتئاب وفرطت في الصلاة بسبب عدم تحقق أحلامي، فما نصيحتكم؟ 12002 الخميس 27-06-2024 12:00 صـ
أحس نفسي ضائعاً بسبب ذنوب الخلوات، فهل من نصيحة؟ 11273 الأربعاء 12-06-2024 12:00 صـ
تبت إلى الله لكني خائفة من عدم قبولها! 14656 الأربعاء 12-06-2024 12:00 صـ
كيف أتخلص من شعور الندم المستمر بسبب تفريطي؟ 16748 الثلاثاء 11-06-2024 12:00 صـ