أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف والقلق يُعتبران من العواطف الوجدانية الإنسانية، وهي طاقات نفسية مطلوبة في كثيرٍ من المواقف، ولكن مما لا شك فيه إذا زادت عن حدتها سوف تؤدي إلى صعوبات.
إذن: أرجو أن تنظر إلى الأمر بإيجابيةٍ أكثر، أي: ليس كل القلق سيئاً، حيث أنه طاقة تؤدي إلى الدافعية.
بما أن القلق قد خرج عن الإطار المطلوب، فأنت حقيقةً محتاج لأن تبسط الأمور في تفكيرك، أي أن لا تعتبر أن الاختبارات أمر يتعلق بالحياة والموت مثلاً، فهي شيء روتيني جداً، وآلاف أو ملايين الناس يكونون عرضةً لهذه الاختبارات، وأرجو أن لا تضخمها في تفكيرك، كما أنه من الضروري جداً أن تكون مُستعداً لها، ونصيحتي لك أيضاً هي أن تضع نفسك قبل الاختبارات بوقتٍ كافٍ في موقع كأنك تعيش هذه الاختبارات في الواقع، بمعنى أن تسترسل في خيالك، وتأتي إلى غرفتك وتجلس وتتخيل أنك الآن تعيش هذه الاختبارات، عليك أن تتمعن في هذا الموقف، وهذا النوع من العلاج يعرف باسم التعرض في الخيال، أي أنك تعرض نفسك لمصدر خوفك في الخيال، وهذا يعتبر خطوة مهمة جداً .

أما بالنسبة للقراءة أمام الآخرين، فهي إن شاء الله سوف تتحسن إذا أعدت الثقة بنفسك، وعليك أن تقرأ القرآن بصوتٍ مرتفع وأنت لوحدك، ويمكنك أيضاً أن تقوم بتسجيل صوتك والاستماع إلى نفسك، فهذا إن شاء الله سوف يؤدي إلى نوعٍ من التحفيز الداخلي.
عليك أن تتخيل أنك تقرأ على جموعٍ من الطلاب، ثم بعد ذلك يمكن أن تنتقل وتقرأ أمام أهل بيتك وأصدقائك المقربين، ثم بعد ذلك تنتقل إلى الواقع المطلوب منك، وهو القراءة أمام الطلاب الآخرين.

إذن الأمر يتطلب نوعاً من التدرج والإصرار على النفس، وأن لا تعتقد أنك معاق اجتماعياً، فأنت والحمد لله مقتدر، وتستطيع أن تقوم بهذا العمل بإذن الله تعالى.

أرى أنه أيضاً من المفيد لك يا أخ فارس أن تتناول بعض الأدوية التي تقلل من القلق والتوتر والمخاوف، وتحسن إن شاء الله من القدرة على المواجهة، ومن أفضلها الدواء الذي يُعرف باسم زيروكسات، عليك أن تبدأ في تناوله بمعدل نصف حبة (10 مليجرامات) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفعها إلى حبةٍ كاملة، وتستمر على هذه الحبة لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضها إلى نصف حبة في اليوم لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين أيضاً، ثم بعد ذلك تتوقف عن العلاج.

وأخيراً: أرجو أن تكون قوياً في نفسك، وأن تُعيد ثقتك في ذاتك، فأنت والحمد لله مقتدر وتستطيع أن تواجه، وهذا هو لب الأمر، والشيء الذي يرتكز حوله العلاج حتى تصل إلى مرحلة التحسن والشفاء إن شاء الله .

وبالله التوفيق.