أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Abdellah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

نعم هنالك علاجٌ لشرب الخمر، وهذا العلاج لا شك أنه التوقف عن شربه، وكثيرٌ من الذين يتعاطون الخمور يعتقدون أنه من المستحيل عليهم التوقف، أو أنه يستحيل أن يصلوا إلى هذه المرحلة، فهم قد أصبحوا مدمنين، وهذا ليس بحقيقة، فقد راجعنا الكثير من الإخوة الذين كانت لديهم هذه الصعوبات -أي: تعاطي الخمور بصورةٍ مستمرة- والحمد لله وفقهم الله للتوقف عنها، ولكن هناك أمورٌ لابد للإنسان أن يدركها، وهي أن الخمر بجانب أنه حرام لا شك فيه فهو يضر الإنسان في صحته النفسية والجسدية والأسرية والاجتماعية، وهو يحقر الإنسان تماماً أمام الآخرين، ويفسد عليه حياته الزوجية، كما أنه بجانب ذلك يؤدي إلى كثيرٍ من المهالك وارتكاب الجرائم.

لا أعتقد أنك في حاجة لنصيحةٍ مني في هذا السياق، فأنت إن شاء الله مدرك للمضار التي يسببها الخمر، ولكن المشكلة تأتي في أن كثيراً من المدمنين يلجئون لدفاعاتٍ نفسية، مثل النكران والتبرير، أي: يرى أن الخمر يسبب مشكلة ولكنه بالنسبة له ليست بمشكلة، فأقول: يجب ألا يكون هنالك نوع من التبرير في هذا الأمر.

إذن يا أخي: الأمر يتطلب الإرادة والإصرار على التغيير، وهنالك أمور مهمة جداً على الإنسان اتباعها، كالابتعاد عن مصادر الخمر، ومنها بالطبع أصدقاء السوء، وعليه دائماً أن يكون مع الطيبين الصالحين والمتدينين، وسوف يجد منهم العون الكثير بإذن الله.

توجد بعض العلاجات الطبية التي تُساعد في علاج الخمر، فهنالك أدوية تحسن النوم، وتحسن المزاج، مما يقلل من انجذاب الإنسان أو بحثه عن الخمور، وهي بالطبع متوافرة لدى الأطباء النفسيين، وفي مراكز العلاج المتخصصة.

وعليه يا أخي فخلاصة الأمر هي: إرادة وإصرار، وطلب المساعدة الطبية، وتغيير المناخ والجو الاجتماعي، ولابد للإنسان أن يدرك أن الخمرة تمثل كارثة حقيقية في حياته الدنيوية والأخروية.

وبالله التوفيق.