أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تعامل الزوجة مع الزوج المتعلق بأهله على حساب واجباته المنزلية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أرجو استشارتكم في مشكلة قائمة بيني وبين زوجي، ولا أجد لها حلاً.
أنا متزوجة منذ عامين، وعمري 26 عاماً، حاصلة على مؤهل عالٍ وكذلك زوجي، والمشكلة القائمة بيني وبين زوجي هو حبه المغالي فيه لأهله، لدرجة أنه يأتي في أحيان كثيرة على حساب راحتي وحرمة بيتي، لدرجة أنه في الآونة الأخيرة منذ عام تقريباً اشترى قطعة أرض، لكي يبنيها ويجعل أباه وأمه وكذلك أخاه وزوجته وأولاده يسكنون معي في نفس البناية، ولديَّ أسبابي لعدم الموافقة حيث إن والده شديد الطباع، ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة، وله طباعه الخاصة المختلفة عن كل البشر، وعمره 65 عاماً، كما أن له منزلاً ملك له.
كذلك زوجة أخي زوجي ليس بينها وبين زوجي أي حدود، وليس لديها حرمة في الدين باعتبار أنها ابنة عمته، كذلك تختلف طباعنا أنا وهي تماماً في الأسلوب وطريقة المعيشة، كما أنها تتدخل فيما لا يعنيها ولا تستحي أبداً.
وحاولت الحوار مع زوجي، ولكنه مصمم رغم أنه يعلم أني على صواب فيما أقول، وهو يعتبر أن هذا حلمه الذي طمح إلى تحقيقه، وكذلك اقترحت عليه أن يأخذ بيتاً آخر لهم، وكذلك أن يجدد المنزل لأبيه الذي يسكن به، أو يعطي أخاه الذي أشرف على بناء الأرض مبلغاً من المال، لكنه رفض.
ملحوظة: منذ أن أخذ هذه الأرض وكان يريد من أبيه وأمه -قبل وفاتها منذ أربعة أشهر- أن تجلس معنا كنوع من التعويض عن تربيته، ولكنها توفيت فصار عنده تصميم أكثر على تعويض والده، ولكن كل هذا على حسابي بالإضافة أنه يضيق علي في المعيشة، ويضعنا تحت ظروف مادية قاسية من أجل إتمام البناء، حتى يستطيع والده العيش معنا قبل وفاته، كما أنني أتكفل بمصاريف البيت حيث إنني أعمل مدرسة ولم أدخر شيئاً من مالي الخاص.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ اب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يصلح الأحوال والأزواج، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا.

فإن هذا الرجل لا يلام على شدة حبه لأهله، لكنه يلام على عدم تقيده بالشرع، ويأثم بتقصيره في حق والده ويأثم في ظلمه لك، فكوني عوناً له على الطاعة، وطالبي بحقك بالحكمة والأسلوب الحسن.

وإذا صبرت المرأة على برّ زوجها لأهله، وساعدته في ذلك، فإن الله سوف يعوضها بالبنين البررة، ويجعل زوجها يكرمها ويحترم أهلها، ورغم مرارة الصبر في مثل هذه الأحوال، إلا أن العاقبة للصابرين.

ونحن ننصحك بمواصلة الحوار الهادئ مع الزوج، شريطة أن يكون ذلك بعيداً عن أهله الذين ينبغي أن تظهري لهم الاحترام والتقدير، وتحتملي منهم من أجل زوجك وبيتك، وحاولي التأثير عليهم، وبيني لهم الضوابط الشرعية بحكمة ولطف، مع ضرورة أن لا يشعروا أنك تترفعين عليهم.

ولا شك أن والد الزوج يحتاج لمعاملة خاصة، ونسأل الله أن يعينك على ذلك، والإنسان يعذر بكبر سنه واختلاف طبعه، ويعجبني أن تتأقلمي مع الوضع، والأعمار بيد الله، ولا أظن أن معاناتك تطول.

ونحن ننصحك بالتمسك بآداب الشريعة وأحكامها، ثم الاجتهاد في النصح لابنة عمته ولزوجك وملاطفتها والاجتهاد في إصلاحها، وليس من مصلحتك معاداة الجميع.

وأرجو أن تجدي من لطف الزوج وحسن تعامله ما يخفف عليك من المعاناة، مع ضرورة فهم طبيعة هذه الدنيا التي جبلت على الكدر والنقائض، وضرورة التعايش مع الناس؛ لأن الإنسان لا يمكن أن يعيش وحده.

فاتق الله واصبري وأملي ما يسترك، وابشري فإن عمر الظلام قصير، وأشغلي نفسك بتلاوة القرآن وبذكر الرب القدير، وارفعي أكف الضراعة فإنه يوفق للخير ويرعى المسير.

وأرجو أن تذكري هذه الاقتراحات بعد فترة، ولا تصادمي رغبته واحترمي مشاعره، وحاولي إيصال ما يضايقه إليه بأسلوب مناسب وفي أوقات مناسبة، واعلمي أنه أعلم بطبيعة أخيه وأهله، ولن تستطيعي أن تكوني سعيدة مع زوج يقصر في حق أهله.

ونحن ننصحك بمساعدة زوجك، ولا مانع من الادخار، ولا تقصري في الإحسان إلى أهلك، واعلمي أن البناء يفيدكم في المستقبل، وليس في الإسراف خير.

وفي الختام نشكرك على اختيار موقعك، ومرحباً بك بين إخوانك وآبائك، ونحن ننتظر ممن وهبها الله العلم والوظيفة والمال أن تحتمل من الجاهلين، وأن تصبر على الصعوبات، وأن تحسن التعامل مع أهل زوجها، وإلا فما هي فائدة التعليم!
والله ولي التوفيق والسداد.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما نصيحتكم لي وقد تزوجت ولا أجد الراحة؟! 2164 الأربعاء 12-08-2020 02:37 صـ
منذ أن تزوجت وأنا في خصومة واختلاف مع زوجتي 3186 الأربعاء 29-04-2020 05:57 صـ
ما زلت غير مقتنع بزوجتي رغم طول مدة العشرة، ماذا أفعل؟ 3429 الأربعاء 22-04-2020 07:11 صـ
كيف تتعامل الزوجة مع زوجها أثناء غضبه؟ 2743 الأربعاء 08-04-2020 03:05 صـ
كيف أتعامل مع زوجتي وهي تغضب دائماً؟ 9537 الثلاثاء 09-04-2019 07:13 صـ