أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية وثقتك في استشاراتها.

التفاصيل التي أوردتيها في الرسالة تُعتبر جيدة جداً، وهي تدل والحمد لله تعالى أن زوجك لا يُعاني من أي نوعٍ من المرض العقلي أو التهيئات أو الخيالات، أو ما يُعرف بالضلالات النفسية.

ومع احترامي الشديد ففيه ميولٌ إلى الكذب، مما يدل على اضطرابات في شخصيته، والكذب يُستعمل في الكثير من الأحيان كنوعٍ من الدفاع النفسي، أو لتثبيت الموقف، أو لأن يحاول الإنسان أن يفرض نفسه على الواقع، هذا المنهج بالتأكيد يؤدي إلى كثيرٍ من الصعوبات الاجتماعية.

الحالة التي يعاني منها زوجك تتطلب منك الصبر والأناة، ونصيحتي لك هي أن تتجاهلي كل ما يذكره من أشياء ليست قائمة على الواقع أو المنطق، أي بمعنى إذا شعرت أنه يكذب ففي هذه الحالة يجب أن لا تتجاوبي أو تتفاعلي مع ما يقول، ولا أقول لك أنه يجب عليك أن تكوني صامتة؛ لأن ذلك قد يجعله يعتقد أنك لا تعطيه نوعاً من التقدير، لكن اجعلي إجاباتك بسيطة، ويا حبذا لو غيرت الموضوع؛ لأن الدخول في نقاشٍ منطقي مع هذا الشخص الذي يكذب يجعله يصر على منهجه ويدخل في تفاصيلٍ أخرى، وحتى إن قصدت إيقاف الكذب لكنه لا يستطيع ذلك مما يجعله يتمادى، ولكن العلاج بالتجاهل يُعتبر هو الأهم في مثل هذه الحالات، والعلاج بالتجاهل هو أحد أنواع العلاج النفسي المعروفة.

كما أنه سيكون من الجميل جداً إذا ذكر شيئاً وشعرت فيه الصدق والأمانة عليك أن تذكري له هذا الشيء بعد فترةٍ من الوقت، أي يمكن أن تُثني عليه ثناءً جيداً؛ لأنه قال لك كذا وكذا في الفترة السابقة، وقد كان صادقاً بدون أن تُشيري إلى أنه كان صادقاً فيما قال، ولكن حين تذكري له الأشياء التي تحرى فيها الصدق سوف يؤدي ذلك إلى نوعٍ من يقظة الضمير، وفي نفس الوقت يثبت لديه الإيجابيات في التفكير.

سيكون من المفيد لزوجك تناول أحد الأدوية المضادة للقلق، مثل الموتيفال مثلاً، فهو دواء بسيط وفعال؛ حيث أن هنالك علاقة ما بين الكذب والقلق في بعض الأحيان لدى بعض الناس، فحين يكثر القلق والضغط النفسي الداخلي على الإنسان يبحث عن أي وسيلة، وهذا يُعرف بالتنفس النفسي أو التفريغ النفسي، والكذب هو واحدة من وسائل التنفيس عن النفس بكل أسف، فلا مانع من أخذ هذا الدواء بجرعة حبة واحدة، لمدة ثلاثة أشهر .

أخيراً: أرجو أن يلهمك الله الصبر، وأن يجعلنا جميعاً من الصادقين، وعليك أن تشجعيه على ما هو إيجابي في حياته من أقوال وأفعال، وأن تحاولي بقدر المستطاع تجاهل ما هو سلبي من أقواله وأفعاله وتصرفاته، وهذا إن شاء الله سيؤدي إلى تدعيم الإيجابيات ويقلل من السلبيات في تفكيره بإذن الله .
وبالله التوفيق.