أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : اكتئاب ووسواس وإحساس بأني لست في الواقع، ما علاج حالتي؟
السلام عليكم.
أنا فتاة أعاني من وسواس الموت منذ خمس سنوات، حقيقه مررت بكل ما هو سيئ، لقد أصبت بأمراض منها فقر الدم والهزال وفقدان الشهية، نزل وزني من 70 كيلو إلى 45 كيلو، وأصبت باكتئاب حاد وعزلة، كلما جلست مع أهلي ورأيتهم فرحين شعرت أن مكاني ليس بينهم، أحس أن الأرض تهتز بي وأنا جالسة، أحس أحدًا يهمس في أذني.
كنت أحلم أحلاما كلها سيئة ومخيفة، أخبرت أمي، فقالت إنه وسواس، عرضت عليها الذهاب لدكتور نفسي رفضت، أنا شبه مدمرة، أنسى كثيرا، أهملت حياتي ودراستي، لا أكلم صديقاتي وأهلي ولا أحد يكلمني، بفضل الله أنا أصلي وأدعو.
مرة حلمت حلما كان تفسيره طول العمر والحياة المشرقة، فشعرت بالسعادة، عكس بقية أحلامي، مر أسبوعان وهذا الوسواس شبه مختفي، ثم عاد لي بقوة بنسيان شديد وبإحساس بأني لست في الواقع، وأن الناس ليسوا بشرا، شيء غريب! لا أستطيع النوم، أنام ساعتين أو أربع ساعات بصعوبة.
منذ 7 سنوات كنت مقبلة على الحياة، عمري 22 سنة، لا أحس بطعم شيء من طعام وشراب وحياة، كنت مريضة من أسبوع، وعملت فحوصات وظهر وجود حصوة صغيرة في المرارة، فرحت كثيرا، لأني كنت أوسوس أني مصابة بمرض خطير، ارتحت أسبوعا في النوم، وبالأمس حلمت حلما تفسيره جيد، لكني غير مطمئنة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فرحة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
بالفعل وزنك قد نقص بصورة ملاحظة جدًّا في ذات الوقت الذي كنت تعانين فيه من وساوس الخوف من الموت وما صاحبها من أعراض أخرى.
بالنسبة للأعراض التي تُهيمن عليك الآن: هي أعراض تشاؤمية، وذات طابع اكتئابي ووسواسي، وأنا أقول لك إن الفكر من هذا النوع يجب أن يُحقَّر، يجب ألَّا يُناقش، يجب ألَّا يُحلَّل، ويجب أن يتمّ استبداله بفكرٍ مخالف له. الانغماس مع الأفكار السلبية التشاؤمية يُعزِّز منها، ويجعل الإنسان يعيش في درجة كبيرة جدًّا من الإحباط، وافتقاد الدافعية الإيجابية.
أنت صغيرة في السن، الله تعالى حباك بكثير من الطاقات، ويجب أن تستفيدي من هذه الطاقات، ويجب أن تُغيّري من نفسك، والتغيير يأتي منك أنت حقيقة. لا تتركي ثغرة ولا تعطي هذه الأفكار السلبية مجالاً لتتسلَّل إلى نفسك.
وموضوع الأحلام: حقيقة نحن لا نفسِّر الأحلام، وكل الذي أُوصي به هو أن الإنسان يجب ألَّا يتكلم عن هذه الأحلام، ولا يحكي عنها، وتسألي الله خيرها، وتستعيذي بالله من شرِّها، وطبّقي ما ورد في السنة: أن تتفلي ثلاثًا على شقك الأيسر، ومعظم هذه الأحلام التي تأتي للناس سببها الإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي، وقد وجدنا أن الكثير من الذين تأتيهم هذه الأحلام لا يحرصون على أذكار النوم، أو أنهم يتناولون الطعام في أوقاتٍ متأخرة من الليل.
أرجو أن تهتمّي بصحتك النفسية وصحتك الجسدية، من المهم أن تتجنّبي النوم النهاري، أن تحرصي على أن يكون غذاؤك غذاءً متوازنًا، أن تتجنبي السهر، أن تتجنبي الأكل المتأخر من الليل، خاصة الطعام الدسم، ثبتي وقت نومك، واحرصي كثيرًا على أذكار النوم، وعلى الوضوء قبل النوم.
هذه هي الأسس العلاجية، والآن الذي تمرين به هو نوع من القلق الوسواسي المرتبط بما نسميه باضطراب الأنية أو الشعور بالتغرُّب، وهذا سوف يزول -إن شاء الله تعالى- من خلال الفكر الإيجابي والمشاعر الإيجابية، والتركيز على تمارين الاسترخاء، إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها بعض التوجيهات والإرشادات الخاصة بتمارين الاسترخاء وكيفية تطبيقها، فأرجو الاستفادة من هذه الاستشارة، كما أنه توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين.
أيتها الفاضلة الكريمة: يمكن أن تتحدثي مع والدتك مرة أخرى أننا ذكرنا لك أن لديك قلق المخاوف ذا الطابع الوسواسي من الدرجة البسيطة، وإنْ ذهبت إلى الطبيب ليعطيك أحد الأدوية المفيدة مثل عقار (سيبرالكس) مثلاً، أو عقار (زولفت)، هي من الأدوية الجيدة، ومن الأدوي المفيدة، ومن الأدوية ذات الفعالية العالية جدًّا، والمنضبطة، وهي لا تُسبِّب الإدمان، وليس لها أي أثر سلبي على الهرمونات النسائية، فأرجو أن تتحدثي مع والدتك مرة أخرى، وفي ذات الوقت طبّقي الإرشادات التي ذكرتُها لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
هل يمكن أن أكون مصابًا بسلس البول دون علمي؟ | 3821 | الثلاثاء 23-07-2024 12:00 صـ |
كيف أتعامل مع الوساوس التي أثنتني عن مذاكرتي؟ | 4826 | الأحد 14-07-2024 12:00 صـ |
ما هو علاج الأفكار والخيالات الوسواسية التي تسيطر علي؟ | 8804 | الأحد 23-06-2024 12:00 صـ |
كيف يمكنني التخلص من الرهاب والوساوس والاكتئاب؟ | 2205 | الثلاثاء 04-06-2024 12:00 صـ |
لدي خوف شديد من الوحدة والموت والمستقبل، فما علاجي؟ | 3256 | الثلاثاء 28-05-2024 12:00 صـ |