أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ساءت حالتي النفسية بعد وفاة أمي.. ماذا أفعل؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

أمي توفيت منذ شهر ونصف، نحن خمس بنات متزوجات، لكن كنا متعلقين بها لأقصي الحدود، ودائمًا معها وفي بيتها يوميا، ومرضت يومين فقط بكورونا، وتوفيت أمنا وكانت بصحتها، فجأة وهي على الفراش نظرت إلى أعلى وتوفيت، والدكتور الذي كان بجوارها قال إنها نطقت الشهادة، لكن للأسف أنا غير متقبلة نفسيا فكرة فراقها، ودائما أشعر بالحزن والاكتئاب وعدم إقبالي على الحياة، ماذا أفعل؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أختنا الفاضلة في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والتواصل، ونسأل الله أن يرحم الوالدة برحمته الواسعة، وأن يرزقكم برَّها في حياتها وبعد مماتها، وأن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

أرجو أن تقابلي قضاء الله وقدره بالرضا التامّ، فالأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، ولا نقول إلَّا ما يُرضي ربنا، وإنَّا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون)، وردِّدي أيضًا: (لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكلُّ شيءٍ عنده بأجلٍ مُسمَّى)، ثم لتصبري ولتحتسبي.

فسبيل الموت غاية كل حيٍّ، ولا بد لكل إنسان أن يمضي في هذا السبيل، قال الله لنبيِّه وهو أكرم الخلق: {إنك مَيِّتٌ وإنهم ميتون}، وعلينا عندما نفقد عزيزا – والدا أو والدة أو أي إنسان غال علينا – أن نتذكّر مُصابنا بالنبي عليه الصلاة والسلام، ثم نُكثر من الدعاء للميت، ثم علينا أن نُراجع أنفسنا ونخرج من غفلتنا، إذا مضى الوالد أو مضت الوالدة علينا معاشر الأحياء أن نفكّر على مَن سيكون الدور، والعاقل يعمل لأجل هذه اللحظة ولأجل هذا اليوم.

والحمد لله أن الطبيب بشَّركم بحسن خاتمة الوالدة، وأيضًا صبرها على هذا المرض وهذا الابتلاء، كلُّ هذا كفّارة لها بإذن الله تبارك وتعالى، فالوالدة -إن شاء الله- مضتْ على خير، وهي بحاجة للدعاء، والإنسان ينبغي أن يُعلن رضاه بقضاء الله تبارك وتعالى وقدره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ولا نقول إلَّا ما يُرضي ربَّنا).

فتعوّذي بالله من شيطانٍ يريد أن يحرمك من الأجر، يريد أن يُخرجك إلى الاعتراض، يريد أن يُعطّلك عن الدعاء للوالدة أو فعل الخير، فعاملي عدوّنا الشيطان بنقيض قصده، وأقبلي على الحياة بروح جديدة، وكلما تذكرت الوالدة – بل ينبغي أن تتذكّريها في لحظة – تجتهدي لها في الدعاء، ومن البر التصدُّق لها، ونسأل الله تعالى أن يرحمها برحمته الواسعة، وأن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين.

والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
نفسيتي متضايقة لأني لم أنل ما أريد.. كيف أرضى بما كتب الله لي؟ 2757 الأربعاء 16-12-2020 02:11 صـ
قريناتي تزوجن وأنا لم أتزوج! 3417 الثلاثاء 15-12-2020 01:07 صـ
هل فشلي وقراراتي تؤثر على رزقي وقدري في المستقبل؟ 2106 الخميس 26-11-2020 04:42 صـ
أتضايق من نظرات الآخرين، فما الطريقة التي تجعلني لا أتأثر بهم؟ 1692 الأربعاء 18-11-2020 04:18 صـ
هل كل ما يختاره الله لنا خير وإن أحسسنا بالعكس؟ 1838 الثلاثاء 17-11-2020 03:22 صـ