أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رمزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عليك أن تعلم علم اليقين أن النوم هو من الوظائف البيولوجية للإنسان، ويحدث تلقائيًا بدون أن يفكّر فيه الإنسان، وهناك ساعة بيولوجية تُنظم مواعيد نومنا وساعة استيقاظنا، ولكن الذي يحصل لك الآن هو الخوف من عدم النوم، والخوف من عدم النوم يؤدي إلى القلق والتوتر، وهذا بالتالي يؤدي إلى الأرق، والأرق يؤدي إلى مزيد من الخوف، وهكذا تصبح في دوامة وحلقة مفرغة.

الحمد لله الآن انتظم نومك، وطالما انتظم النوم فهذا دلالة على أنه إذا حصل أرقًا فيمكن أن يتعالج ويرجع النوم مرة أخرى بصورة طبيعية، وهذا دليل عملي لما حصل معك، هذا أولاً.

ثانيًا: من الأشياء العملية التي يجب عليك أن تنفذها: إذا فعلاً في أي يوم من الأيام خلدت إلى السرير، وأردت النوم ولم تستطع النوم فيجب ألَّا تستمر في السرير فترة طويلة، ولكن قم من الفراش، وانهض منه، واعمل أشياءً أخرى في البيت، كقراءة قرآن، أو الاستماع إلى الراديو، أو مشاهدة برنامج في التلفزيون، حتى تشعر بالنعاس، ومن ثمَّ تذهب إلى الفراش والسرير مرة أخرى.

ثالثًا: يجب عليك أن تتجنب حمل الهموم اليومية معك إلى السرير بقدر المستطاع، لا تذهب إلى السرير إلَّا وأنت في حالة نعاس، حتى تنام، ولا تفكّر قبل النوم.

رابعًا: عليك أن تنام دائمًا في ساعة مُحددة من الليل.

خامسًا: تجنب النوم في وقت النهار حتى ولو كنت مُرهقًا أو مُجهدًا وتريد النوم، مثلاً إذا كان هناك أرق في ليلة من الليالي وعوضته بنوم النهار فيجب ألَّا تواصل في نوم النهار، لأن النوم تلقائيًا سوف ينتظم.

سادسًا: تجنب المنبِّهات مثل الشاي والقهوة ليلاً، لأنها تؤثر على النوم، وكذلك تجنب الوجبات الثقيلة ليلاً، مثلاً: العشاء المبكّر أفضل من العشاء المتأخر.

لو عملت كل هذه الأشياء -فإن شاء الله- النوم ينتظم، وسيذهب القلق، وتعيش حياة متوازنة.

وفقك الله وسدد خطاك.