أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

264001

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعته.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فلقد ذكرت أكثر من مرة كلمة أنك أجنبية ومن بلدة أخرى، ولم تحددي ما معنى ذلك، هل أنت لست من تونس ؟ أو أنك لست من بلدة زوجك ولكنك تونسية؟ لأن هذا الأمر قطعاً يفرق ولذلك سوف أجيبك جواباً عاماً لأنه حتى وأن كنت من دولة أخرى أو بلدة أخرى فإن هذا لا يؤثر تأثيراً كبيراً على الحياة الزوجية ما دامت القواسم المشتركة متوفرة وموجودة ألا وهي الالتزام بالإسلام منهج حياة ثم التفاهم والراحة النفسية والقبول من حيث المظهر والهيئة لكليكما، فهذا هي أهم عوامل نجاح أي زواج، فإذا كانت هذه العوامل متوفرة فأرى أن هذا الزواج سيكون مباركاً إن شاء الله ولا عبرة باختلاف البلدة في هذه الحالة إن شاء الله، وأما ما ذكرته عن وقوع هذا الشاب في بعض المعاصي سابقاً وأنه قد تاب وحسن توبته، فهذا إن شاء الله لا يؤثر على حياتكما معاً، فكم من عصاة قد ارتكبوا كثيراً من المنكرات ثم تابوا وقبل الله توبتهم وأصبحوا من خيار الناس وأوفى الأزواج خاصة وأنك أنت التي كررت عليه السؤال وطلبت منه هذا الاعتراف، وفي الواقع ليس هذا من حقك وليس من حقه أيضاً أن يسأل عن ما ضيك مادمت أصبحت الآن ملتزمة التزاماً حقيقياً وجاداً وصادقاً، لأن الإنسان أمره الله بستر نفسه أن وقع في معصية ثم تاب منها وليس من حق أحد أن يسأله عن ماضيه الذي هجره حياءً من الله وتوبة إليه، وعموماً أقول أن هذا الأمر لن يؤثر إن شاء الله على حياتكما معاً ما دام الرجل أصبح مستقيماً، ولا يمارس هذا الذنب أو غيره من فضل الله، وليس معنى ذلك أنه أصبح معصوماً، وإنما على الأقل أصبح مستور الحال يشهد له من يعرفه بالاستقامة، ومسألة النظر إلى بعض النساء فهذا مع الأسف الشديد مما عمت به البلوى نظراً لتعري النساء وانتشار التبرج بصورة مذهلة والشباب قطعاً لديهم الرغبة في البحث والنظر نظراً لحرمانهم أو تأخر زواجهم، فإذا ما تزوج أحدهم فقلما ينظر إلى غير امرأته؛ لأنها ستغنيه عن النظر لأي امرأة أخرى، وهذا ظننا بالشباب المسلم ونسأل الله أن يكونوا كذل وأن يعينهم الله على غض أبصارهم وحفظ فروجهم في هذا الزمان الغريب العجيب، فاصبري على هذا الأخ حتى يتغلب على مشكلة أهله وساعديه بالدعاء أن يوفقه الله في ذلك مادام شاباً مناسباً ومستقيماً، وأنت مقتنعة به.

مع تمنياتنا لكما بالتوفيق والسداد!