أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: أي حلول لا تلامس حاجات الشخص الذي يُفكر بالانتحار فإن جميعها لن يكون لها قيمة بالنسبة له، فجميع النصائح والإرشادات وغيرها من الأساليب التي تُستخدم لن تؤثر على الشخص للعدول عن قراره إلا إذا اقترن معها خطوات عمليّة تريحه وتخلصه من مشكلاته المالية، أو الأسرية، أو الجسمية، أو النفسية.

وفيما يلي مجموعة من الأفكار لمساعدة شخص ما على التراجع عن فكرة الانتحار:

- الحديث هو الخطوة الأولى مع الشخص الذي يفكر بالانتحار، لذا اختر مكاناً هادئاً يُشعره بالراحة وتأكد من توفر الوقت الكافي لكليكما للتحدث، وأعطه وقتك بالكامل، وتواصل بشكل جيد معه بإيماءاتك ونظرات العيون، وكن صبوراً ولا تحثه بطريقة منفرة على التحدث معك.

- حافظ على وجود الثقة المتبادلة بينكما، حتى يشعر أنك لست ميالا لتوجيه النقد، وليس لديك أحكام مسبقة عنه.

- لا تستخدم أسئلة ليجيب عنها الشخص الذي يفكر بالانتحار بنعم أو لا، بل اختر أسئلة مفتوحة تجعلك تعرف الكثير عن المعلومات عنه.

- تعرف على السبب الرئيسي لفكرة الإقدام على الانتحار، وحاوّل أن تصل إلى حل يرضي الشخص ويقتنع به بمعنى أبسط، لماذا يريد أن ينتحر؟ هل ملّ من الحياة؟ هل يواجه مشكلات مادية وأسرية؟ توصل معه إلى المشكلة الرئيسية، وابدأ منها.

- تأكد من عدم معاناة الشخص من أمراض نفسية، وإذا كان لديك شك في تصرفاته يجب إقناعه بمراجعة طبيب نفسي.

- وضح للشخص الذي يفكر بالانتحار، أن الانتحار من أكبر الكبائر، وقد قال الله جل وعلا: (وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء:29] (وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا) [النساء:30] وقال النبي: (من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة).

- شجع الشخص على الحصول على العلاج: قد لا يكون لدى الشخص الذي يفكر في الانتحار القوة أو الدافع للحصول على المساعدة فإذا لم يرغب الشخص في استشارة الطبيب أو مقدم خدمات الصحة العقلية، فاقترح عليه الحصول على المساعدة من مراكز إدارة الأزمات أو تواصل مع شخص متدين أو شخص تثق فيه، ويمكنك تقديم الدعم والنصيحة، ولكن تذكر أنك لست اختصاصيا نفسيا.

- شجع الشخص على التواصل معك: قد يحجم الشخص عن البوح بمشاعره بسبب شعوره بالخجل، أو الذنب، أو الحرج. فكن شخصًا داعمًا ومتفاهمًا، وعبر عن آرائك بدون لوم، وأنصت إليه بآذان صاغية وتجنب مقاطعته.

- اتسم بالاحترام، وتعرف على مشاعر الشخص، لا تحاول التحدث صراحة عن مشاعره أو التعبير له عن صدمتك، وتذكر أنه حتى بالرغم من أن الشخص الذي يفكر بالانتحار لا يفكر بشكل منطقي، فالعواطف حقيقية، وعدم احترام مشاعر الشخص قد يؤول إلى إغلاق باب التواصل.

- تجنب المجاملة أو إطلاق الأحكام على سبيل المثال، لا تقل للشخص: "قد تسوء الأمور" أو "معك شيء لتعيش جيدًا". بدلاً من ذلك، اطرح أسئلة مثل: "ما السبب في شعورك بهذه الدرجة الكبيرة من السوء؟" "ما الذي سيجعلك تشعر بتحسن؟" أو "كيف يمكنني مساعدتك؟"

- لا تعد الشخص مطلقًا بالحفاظ على سرية مشاعره الانتحارية. كن متفهمًا، ولكن وضح للشخص أنه قد يتحتم عليك البوح بهذا السر إذا ظننت أن حياة الشخص في خطر. عند الوصول إلى هذه المرحلة، عليك أن تسعى للحصول على المساعدة.

- تخلص من الأشياء التي قد يستخدمها الشخص لينفذ انتحاره بنفسه في البيت؛ لذا تأكد من عدم وجود أشياء من حول الشخص قد تستخدم للانتحار مثل: السكاكين، أو شفرات الحلاقة، أو المسدسات، أو الأدوية، إذا كان الشخص يتناول أدوية قد تستخدم لأخذ جرعة زائدة، فشجعه على وجود شخص يحفظ هذه الأدوية ويعطيها له حسب تعليمات الطبيب.

وفقك الله لكل خير.