أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أريد زوجاً

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.
أشعر في معظم الأوقات -وخاصة عندما أتعرض لأبسط المشاكل أو أكبرها- بأن الدنيا سوف تنتهي حتماً، وإن لم تنتهِ سوف لن يأتي غداً، وحتى لو صار غداً فإنني لن أتمكن من العيش حينها، فأنا أدرك ساعتها أن غداً سيكون موحشاً ومظلماً.

أحبس نفسي في مكان ما مستغرقة في البكاء فأمسح دموعي قبل المغادرة، أحتاج إلى حضن أمي ليدفئني، أمي التي لم تعودني على البوح بأسراري ومشاكلي حتى جعلتني أفصح بها للغير.

أشعر أنني أحتاج إلى من يقف إلى جانبي ويرشدني ويكمل معي مشوار حياتي، وبمعنى أصح من ذلك أرغب في الزواج، ولكن الزوج المنشود هذا لم يدق الباب بعد، مع أنني حافظت على سمعتي وشرفي كثيراً حتى ضقت ذرعاً، أفكر في الانتحار، ولكنني أتذكر أن هناك عقاباً يتوعدني على ذلك.
أرجو أن ترشدوني للطريق الصحيح قبل هلاكي.
والسلام ختام.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ زهراء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع! ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يربط على قلبك، وأن يقوي ثقتك بنفسك، وأن يمن عليك بزوجٍ صالح يكون عوناً لك على الأمن والاستقرار.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فالذي يبدو لي أنك تُعانين من بعض الضعف في ثقتك بنفسك، وشعور بالوحدة والوحشة يجعلك تستقبلين أبسط المشاكل بنوعٍ من التوتر والانهزامية والتشاؤم وعدم القدرة على المواجهة، وهذه كلها -ابنتي زهراء- ما هي إلا آثارٌ للتربية غير السوية، والتي تكتفي فيها الأسرة بتوفير الجوانب المادية فقط دون مراعاة أو اهتمامٍ بالمشاعر والأحاسيس، مما يؤدي غالباً إلى مثل حالتك بل وأشد، وإلا فأنت إنسانة عظيمة وممتازة، ولا تُعانين من أي مشكلة في الأصل، وما يحدث معك ما هو إلا رد فعل للتربية القاصرة، لذا عليك أنت الآن الاهتمام بنفسك، وتدارك الأمر وحدك، ومحاولة التخلص من هذه السلوكيات السلبية أو تلك النظرة السوداوية، ولكن يكون ذلك إلا بقرار منك أنت شخصاً؛ لأنك الوحيدة القادرة على مساعدة نفسك في التخلص من تلك الحالة السلبية، ولكي يتحقق ذلك سأقدم لك بعض النصائح عساها تُفيدك إن شاء الله:
1- ما عند الأسرة قد قدمته لك، وأعتقد أنه ليس لديهم أكثر من هذا، فلا ينفع الآن إلقاء اللوم أو العتب عليهم سواءً الأب أو الأم.
2- تأكدي من أنك شخصياً قادرةٌ على تغيير هذا الواقع، فأنت الوحيدة المعنية بنفسك، ولن تهمي أحداً أكثر من نفسك، ولن يكون هنالك أحد أحرص على مصلحتك من نفسك، وقطعاً أنت مثل كل الناس تحبين نفسك، فحاولي إذن إنقاذها؛ وذلك بالقيام بعملية تغيير هذه المفاهيم التي لديك، واعلمي أن الله جل جلاله قال: ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))[الرعد:11]، وعليه فلابد لك من طرد هذه الأفكار السلبية، ولا تستسلمي لها، وواجهي أي مشكلة بقوةٍ وحزم وعزم، وأن تقنعي نفسك بأنه ما من مشكلة إلا ولها حل مهما كانت صعبة أو شديدة أو قاسية، فابحثي عن الحل ولا تستسلمي أبداً، وتأكدي أن كل مشكلة لها حل ولكل مرض علاج ولكل داءٍ دواء، وهذه هي عقيدة المؤمن الصادق بدلاً من الهروب والبكاء والشعور بالضعف والحزن والانطواء، واجهي المشكلة بكل قوة وابحثي عن حلٍ لها، وتأكدي من أنك سوف تجدين عدة حلول وليس حلاً واحداً، فحاولي ولا تترددي.

3- أتمنى أن تقرئي بعض الكتب الخاصة بإعادة الثقة بالنفس، وهي متوفرة في المكتبات لديكم خاصةً مكتبة جرير، كذلك أشرطة الدكتور طارق السويدان أو غيره من المتخصصين.

4- عليك باستعمال أمضى الأسلحة وأقواها وهو سلاح الدعاء، فأكثري منه في كل صغيرة وكبيرة خاصةً أمر الزواج .

5- اعلمي أن هذا الكون مرتب وفي غاية الترتيب والنظام، وأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، فخذي بالأسباب، واجتهدي في الدعاء، ودعي النتائج لله تعالى فهو أرحم بك من الناس أجمعين.

6- اعلمي أن ما أصابك هو المقدر لك عند الله ولا دخل للناس فيه، وأن قدر الله كله لك خير، فتسلحي بالصبر أمام المشكلات الكبيرة، وواجهيها بعزيمة المؤمن، وارضي بالنتيجة التي قسمها الله لك.
7- أكثري من الاستغفار، وستحل جميع مشاكلك إن شاء الله في القريب العاجل.
والله الموفق؛؛؛

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
محتارة هل أقبل الخطبة من ابن خالتي أم لا؟ 1912 الأربعاء 29-07-2020 02:08 صـ
أعجبت بشاب وأُعجِبَ بي ونريد الزواج، ما الطريقة الأسلم للتقدم؟ 820 الأحد 19-07-2020 04:39 صـ
أنا فتاة كيف أتصرف مع ابن عمي وإعجابه بي؟ 748 الاثنين 13-07-2020 03:03 صـ
رفضت الخاطب لأني لم أرض دينه، ولكني ندمت! 2261 الثلاثاء 09-06-2020 09:09 مـ
أريد أن أخطب فتاة كان أخي قد تقدم لخطبتها ولم يوافقوا عليه 711 الأحد 05-07-2020 03:33 صـ