أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الجدة تقوم مقام الأم في التربية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أفيدوني جعل الله الفردوس الأعلى مقركم في الآخرة.
أنا أم ولدي بنت وولد عمرهم ثلاث سنوات وخمس سنوات، أعيش في الغربة في جهاد نظراً لصعوبة عمل زوجي كطبيب وانشغاله الدائم عنا في العمل والدراسة فالمسئوليات تقع على كتفي غالباً من هموم البيت وتربية الأبناء ومسئولية الزوج بالإضافة إلى أنه إذا أردت أن أدرس فإنه الموت بعينه فلا أحد يعينك في أي شيء إلا الله.

ونظراً لأني تزوجت وأنا أبلغ من العمر 17 عاماً فلم أكمل تعليمي الجامعي ويجب أن أدرس لأن لا أحد يضمن ظروفه في هذه الحياة، ولأن التعليم شيء جميل خصوصاً وأننا في بلد الغربة، وإذا كان هناك شيء نتعلمه من الأجانب فلن يكون إلا التعليم والنظام.

منذ فترة وجيزة عرضت على الوالدة أن تأخذ أبنائي مني لكي أتفرغ للدراسة أنا وزوجي، ولأن كل ما تبقى للغربة هنا سنوات تعد على أصابع اليد الواحدة وأنا الآن أفكر ملياً في الموضوع فإذا رجعت البلد أريد أن أكون جاهزة للإنجاز وأريد أن أتفرغ لبيتي، وأريد أن أنجب الأبناء وأن أراجع قرآني الذي حفظته ولا أريد أن أنهمك في الدراسة، أنا أعرف أنني سأشتاق لأبنائي ولكن ليس لدي حل بديل؛ إذ أنني حاولت ملياً أن أجلب الخادمة إلى منزلي من بلدنا ولكن النظام هنا لا يسمح، ولا أعرف ماذا أفعل لأجلبها إلى كندا فليس لدي حل إلا أن أتركهم عند أمي؛ لأن ظروف دراستي تقتضي التفرغ، وهذا كل ما لدي، أرجو أن تيسروا لي في الإجابة ولا تصعبوا الحلول، وهل يجوز أن أتركهم مع أمي خصوصاً إذا تعهدتهم بتربية صالحة؟ وهل تعتقدون أنهم إذا تركوني فسوف ينسونني، وسوف يذهب الحنان الذي بيني وبينهم والمودة؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن النظام والاهتمام بالتعليم من أهم ما أخذه الغربيون من حضارتنا ثم طوروا تلك العلوم، وأرجو أن تعاد أمجادنا على أيدي شباب يعتز بقيمه ودينه ويتمسك بأخلاقه، ويومها سوف تسعد البشرية لأننا وحدنا الذين نملك ما يحقق لأهل الأرض الأمن والطمأنينة.

وإذا كانت الأم تحسن التربية وتهتم بالأطفال لتفرغها لهم فلا مانع من بقاء الأطفال مع جدتهم، مع ضرورة أن يكون التخصص الذي ترغبين في دراسته مناسب للمسلمة ومناسب لك كامرأة.

ولاشك أن الأطفال يحتاجون إلى أمهم ولكن لابد لمن أراد تحقيق شيء أن يقدم تضحيات، ومعلوم أن الجدات لهن عواطف دفاقة تجاه الأحفاد ونحن في مثل الأحوال لا نخاف من نقصان جرعة العاطفة لكننا نخاف من زيادتها وتحولها إلى دلال.
ونحن ننصحك بالارتباط بالقرآن في بلاد الغربة؛ لأن في ذلك خير عون لك على الثبات على هذا الدين الذي ينبغي أن نتمسك به وندعو له، والمسلمة دعاية لإسلامها بحجابها والتزامها وأدبها وداعية إلى الله بأقوالها وأفعالها وبحسن تعاملها مع الناس.

ولا أظن أن هناك من يسد مكان الأم إلا الجدة، أما الخادمة فقد تستطيع أن تنظف وترتب لكنها لا تستطيع أن تمنح القيم وتغرس العقائد، وهذا الجانب أهم من الطعام والشراب فإن الإنسان يحتاج إلى الطعام والشراب في أوقات محددة لكنه يحتاج للعلم والدين في كل لحظة .

وفي حالة ترك الأطفال مع الأم لابد أن تكوني على اتصال بهم وحبذا لو تمكنتم من عمل زيارات للوالدة في أيام العطلات حتى يكونوا معكم لبعض الوقت ثم يعودوا مع الجدة إلى بلادنا العربية التي بلا شك أنظف من أي بقعة على وجه الأرض، والأطفال يتأثرون بما حولهم ومن حولهم.
والله ولي التوفيق والسداد!

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...