أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ضوابط السفر إلى بلاد الكفار

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا في بلاد الغرب مع زوجي وأولادي ولا أحب هذا البلد، وقبل مجيئي إليه كنت أستعيذ بالله منه، للفسق والفجور وضعف الإيمان الذي يترتب عنه، ولكن قدر الله وما شاء فعل، والآن لي أربع سنوات هنا وابنتي الكبرى ثلاث سنوات وستدخل المدرسة بعد سنة حسب قوانين البلد.

مع العلم أننا لا نحب أن ندخلها المدرسة في هذا البلد، سؤالي: هل إذا ألححت على زوجي بأن يهجرنا إلى بلد مسلم أكون آثمة؟ مع العلم بأنه قادر على ذلك، واتفقنا على ذلك قبل زواجنا، ولكن ما يخوفني ويجعلني أشعر أني آثمة هو تضايق زوجي عندما أذكر ذلك الأمر، وكأني أضغط عليه؛ لأنه يريد أن نرحل معاً وهذه فكرة ممتازة، ولكن الوقت لا ينتظر، وكان الاتفاق الذي بيننا أن نمكث سنتين فقط، ولكن نحن الآن في السنة الرابعة والأولاد يكبرون، ومما يجعلك تفر من تلك البلدان أنك إذا مرضت يوماً لا تجد أمينا على أخلاق أولادك إلا من رحم الله، فأنا الآن بين أمرين: إما أن أهاجر لأجل ديني وأولادي وأترك زوجي، ثم يلحقني بعد سنة، وذلك لأجل الديون والضرائب التي عليه، وإما أن أبقى معه، ولا أدري ماذا يحدث بعدها؟

علماً بأني موافقة أن يتزوج بأخرى إذا خاف على نفسه.
ملاحظة: بعض الأحيان أقول في نفسي: فليشعر زوجي ما شاء، فانا مأجورة لأني أطلب الهجرة ومكوثي هنا أصلاً إثم، فما نصيحتكم لي؟
وجزاكم الله خيراً وعذرا على الإطالة فقد أردت الإيضاح فقط.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت العزيزة/ ن.ع.م حفظها الله!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

قد ذكر العلماء ضوابط للسفر إلى بلاد الكافرين وهي كما يلي:-
1- أن تكون ضرورة لا يجد الإنسان ما يسدها في بلاد المسلمين.
2- أن يكون لمن يسافر علم يحجزه عن الشبهات.
3- أن يكون له دين وورع يحجزه عن الشهوات.
4- أن لا يطيل المكث بين أظهر المشركين.
5- أن يتمكن من إظهار دينه وإقامة شعائره والدعوة إليه.
6- أن تكون معه زوجته لتؤنسه وتعفه ويعفها.

ونحن أيضاً ننصحكم بسرعة العودة إلى ديار المسلمين خاصة مع وجود أطفال في هذه السن، وأرجو أن تتعظوا بالذين خسروا أبناءهم فلم تنفعهم الدنيا التي ربحوها، ولكن الصواب أن يكون ذلك بالحوار الهادئ والإقناع، وإذا كان الخلاف على سنةٍ واحدةٍ فلا تتركيه وحده واحتسبي أجرك عند الله، واجتهدي في رعاية أولادك وعمري بيتك بطاعة الله، وعموماً نحن لا نؤيد فكرة بقائه وحده، وإذا كنت قد صبرت لمدة أربع سنوات فلن يصعب عليك البقاء لعام واحد، والطفلة في هذا العمر تأخذ قناعاتها وثقافتها من أبويها، بخلاف الطفلة التي تكون أكبر قليلاً فإنها تتأثر أكثر بمن يعلمها وبمجموعة الرفاق، وعلى كل حال فإن الأم العاقلة تستطيع بسهولة أن تزيل الآثار السالبة.

وأرجو أن تظل أبواب الحوار مفتوحة، ولكن مع تغيير الأسلوب واختيار الأوقات المناسبة واتخاذ خطوات عملية، والاجتهاد في التوفير وحسن التدبير حتى تتمكنوا من التخلص من الالتزامات المالية.

وأرجو أن تقدري مشاعر زوجك فإن رضاه من طاعة الله، وليس من الصعب التوفيق بين رضاه وعمل ما يرضي الله، وإذا قدم كل واحد منكما بعض التنازلات، فإن اللقاء سوف يكون في الوسط، والأمر هينٌ فإن الخلاف على توقيت العودة وليس على أصل القضية.

ولا يخفى عليك أن الأفضل هو أن ترجعوا في وقت واحد، وبعد تخطيط وترتيب وليس من المصلحة كثرة الطرق على هذا الموضوع خاصة في الأحوال التي لا يكون فيها الزوج مهيأ نفسياً للمناقشة، وربما كانت بعض الحقائق المالية خافية عليك ولا يريد أن يخبرك بها حتى لا تغتمي وتهتمي، وهذه صفة عند عدد كبير من الرجل، فقدري وضعه والتمسي له الأعذار.

وأرجو أن تهتموا بالدعوة إلى هذا الدين وكونوا نموذجا للأسرة التي تحرص على طاعة الله في كل زمان ومكان، وتلك وصية النبي صلى الله عليه وسلم: (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن)، وليس في طلبك إثم ولكن من أمر بمعروف فليكن الأسلوب معروفاً ومقبولا، ونحن سعداء بحرصك على الخير وخوفك على أطفالك.
ونسأل الله لك السداد والثبات.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...