أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : حكم غياب الموظفات عن مكان عملهن بغير إذن حال خلو الوقت عن العمل

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.
جزاكم الله عنا كل خير.
أعتذر مسبقاً عن أخطائي في حق لغتي، لكني أتعلم.
حملت أمانة من مجموعة من الصديقات يعملن في نفس الإدارة، طلبن مني أن أستشير حضرتكم حول مسألة التغيب المستمر عن العمل من غير عذر، بدعوى أنهن لا يجدن ما يفعلنه طول ساعات الدوام، فالأحرى بهن أن يذهبن لرعاية أبنائهن أو حتى حفظ القران الكريم.

مع العلم أن الواحدة منهن لا تستأذن من المسئول، وتقول: إن غيابها عن مكان العمل لا يؤذي أحداً من المراجعين للإدارة التي تنتمي إليها، فهل يحق لها شرعاً أن تتصرف بهذا الشكل؟ وأذكر أنها إذا أخبرت أن المسئول عن الإدارة سيقوم بدورة استطلاعية فإنها تحضر في الحال.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الكريمة/ راضية حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

فإن من أخذ الأجر حاسبه الله على العمل، والله تبارك وتعالى يحب من الإنسان أن يتقن عمله ويراقب ربه الذي لا تخفى عليه خافيه، وسعيدة في الناس من تجعل خوفها من الله لا من غيره، واعلمي بأن الإنسان يمكن أن يخدع جميع الناس ويحتال على القوانين والأنظمة الإدارية، ولكن الله سبحانه يعلم السر وأخفى.

والصواب هو أن تواظب الموظفة على الحضور ولا تتغيب إلا بعذر وبعد إخطار المسئولين؛ لأن المطلوب هو وجودها في مكان العمل لتلبية حاجات العمل والمراجعين، وبذلك تطمئن إلى رزقها وترضى به ولا تكون من زمرة المطففين، ولا مانع من الاستفادة من وقت الفراغ في تلاوة ومراجعة القرآن مع ضرورة أن تكون موجودة في موقع عملها، وحبذا لو استخدمت هذا الوقت في شيء يعود على الأمة بالنفع وحرصت على تقديم النصح للمسلمين بتطوير أدائها وابتكار أساليب يعود نفعها على الأمة جمعاء لأنها موظفة وأجيرة لخدمة البلاد والعباد، كما قال أبو الدرداء لمعاوية رضي الله عنه: السلام عليك أيها الأجير. فقال الناس: بل السلام عليك أيها الأمير، فأصر أبو الدرداء على كلامه، فقال معاوية: دعوه فإنه يعي ما يقول.

ولذلك فكل موظف في وظيفة عامة أجير عند الأمة، ولا يجوز له أن يعبث بالأموال ولا بالأوراق ولا ينبغي أن يضيع الوقت إلا في شيء يعود بالفائدة عليه وعلى الأمة ولا يتعارض مع وظيفته الأساسية، وحتى تلاوة القرآن إذا كانت تؤثر على مهمته المكلف بها، فإن الأفضل هو أن يجعل تلك التلاوة في وقته الخاص به.

ولا مانع من المطالبة بإعطاء الموظفات ساعات لرعاية الأطفال، ونحن ننصح بأن تترك المرأة المسلمة الوظيفة إذا كانت تؤثر على رعاية أطفالها.

والله ولي التوفيق السداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...