أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيفية التعامل مع انحراف الأخ المتدين بعد إرغامه على الزواج بمن لا يحب

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحية طيبة، وبعد:
أنا من قطر، ولي أخ وعمره 24 سنة، يعمل، كان مثالاً يضرب به المثل، يصلي ويخاف الله ويحج البيت الحرام وفيه جميل الطباع، لا يحب أن يعصي والديه.

في البداية كانت أمي ستزوجه من بنت أخيها، وذلك بطلب من أخيها نظراً لأخلاقه، ووافق أبي على الفور، لكن أخي عندما رأى البنت لم تعجبه لأنه يعتبرها مثل أخته، ولكن والداي أصرا عليه وهو رافض رفضاً باتاً، ولكن أبي لايريد أن يزوجه إلا هذه البنت أو لا زواج من غيرها، أو هو يتزوج وأبي لا دخل له في الزواج.

وخالي لا يعلم أن أخي غير موافق بالزواج من ابنته؛ لأنه إذا علم فسوف تغضب العائلة الكريمة، وأبي لا يريد أن يغضب العائلة، مع أننا لا نرى من هذه العائلة أي خير، لكن أخي تجرأ وأعلم خالي بذلك وعاند أبي وقال: لا أريد الزواج منها.

ومرت سنتان على هذه القصة، وطبعاً غضب خالي وزوجته، وبمرور هذه القصة الآن عمر أخي 24 سنة وغير متزوج، ودائماً يقول لأمي: أريد الزواج، وتغير كثيراً، الآن لا يصلي في المسجد كعادته، يترك بعض الصلوات، لا يحب أبي، يكرهه يكرهه يكرهه، وكثيراً ما يغضب أمي، وكثيراً يصرف من المال، وميزانية البيت كلها تضيع بسببه، وبدأ يسهر كثيراً في الخارج لا يرجع إلا في الصباح، وبدأ يدخن الآن أيضاً.

والآن المصيبة أنه كل شهر تقريباً لديه صديقة يكلمها في الهاتف، ودائماً يقول: إنه متضايق من البيت، وأنا أخته عمري 20 سنة أنصحه دائماً، وأضع الله دائماً أمام عينيه لكنه لا يسمع مني أي شيء، احترت معه لا أعرف ماذا أفعل، أمي تعبت معه، وهذا كله وأبي لا يبالي ولا يهتم أبداً، لا يسأله: أين كنت، ماذا فعلت؟ وأخي دائماً يقول لي: أبي لا يهتم بي، وكل ما أنا فيه بفضل أبي.

وكنت أنا دائماً أبحث عن أحد أناقش معه هذا الموضوع ولكم جزيل الشكر، والسؤال الآن هو: من المخطئ؟ أبي أم أخي؟ كيف الحل معهم؟ ماذا أفعل مع أخي لكي أرجعه إلى ما كان عليه؟ كيف أؤثر فيه وأجعله يسمعني ويفهمني؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ المجهولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.

فإن الإنسان يتزوج برغبته وليس بحسب رغبات غيره من الناس مهما كان قربهم ورأيهم؛ لأنه وحده الذي سوف يعيش مع زوجته، وقد تكون الفتاة لا بأس بها ولكنه لا يطيقها، ليس لعيب فيها ولكن لشيء لا يملكه، فإن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وأرجو أن نفهم الوالدين فهماً صحيحاً؛ فإنهم يفعلون هذه التصرفات رغبة في الإحسان ولم الشمل وطمعاً في زيادة الألفة بين الأهل، ولكنهم يخطئون في الطريقة، فيحصل العكس ويحدث التنافر والكراهية؛ لأن الأمر لم ينبن على الرضا والقبول، كما أن الناس قد اختلفوا في هذا الزمان عن حال الآباء والأجداد.

والصواب في مثل هذه الأحوال أن نستعمل الحكمة ونتلطف بهم وندخل الوساطات من الأهل، خاصة من العقلاء الذين لهم كلمة، ولا بأس بالاستعانة ببعض الفضلاء، ويمكن إيصال المشاعر الحقيقية للفتاة ليكون الرفض من الجهتين، ولكن بأسلوب حكيم وتدرج ولطف واحترام لمشاعر الكبار وتجنب أساليب العناد.

وأرجو أن يكون للوالدة دور في نصح الوالد، خاصة بعد أن فشل الموضوع؛ لأن استمرار هذا التوتر ليس فيه مصلحة ولا ينتفع منه إلا عدونا الشيطان.

ولا شك أن عناد الوالد لا يبيح للابن الوقوع في المعاصي وعقد الصداقات مع الفتيات، مع الحرص على إحاطة الوالد بالآثار المترتبة على استمرار التضييق على هذا الابن، وليت الوالد يعرف أن العار والشنار سوف يعود على الجميع إذا وقع الابن في مخالفات.

ولست أدري لماذا لا تشارك الوالدة الوالد في نصح ابنها وتوجيهه إلى ما يرضي الله؟ ومن الضروري أن تستخدم كل الوسائل الممكنة في نصحه، ولا تكتفي بمجرد الكلام، ولابد أن يكون هناك منهج موحد في التعامل مع هذا الشاب حتى لا يستفيد من التناقضات.

ولا أظن أن هناك فائدة من إجراء تحقيق لمعرفة المخطئ، ولا نستطيع الحكم ببراءة أي واحد منهما، فكلاهما مخطئ، وقد أحسنت في بحثك عن الحل ونحن نرشدك إلى ما يلي:

1- ضرورة التوجه إلى الله قبل نصح الأخ وبعده؛ فإن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن.
2- اختيار الأوقات المناسبة لتقديم النصيحة.
3- تذكيره بماضيه الجميل وبما فيه من الإيجابيات.
4- بيان خطورة العبث بأعراض الناس والخديعة لبناتهم.
5- مساعدته في الارتباط بفتاة صاحبة دين وأخلاق.
6- لفت نظر الوالد إلى خطورة ما يحدث نتيجة لإهماله لهذا الابن.
والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...