أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خروج الزوجة من بيتها دون إذن وكيفية التعامل معها

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

زوجتي تكثر الخروج بدون إذني، وكلما منعتها تشتمني وتهجرني لأكثر من شهر كما هو الحال الآن، وفي هذا الشهر المبارك، ونحن الآن على وشك الطلاق، فأرشدوني جزاكم الله.


مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Guissiene حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن من حقوق الزوج على زوجته أن لا تخرج من بيتها إلا بإذنه، وأن تجتهد في طاعته، وتحفظ غيبته وترعى أولاده وتصون بيته، ومن حسن العشرة لها أن لا يضيق عليها إذا أرادت أن تزور أرحامها أو تشارك الصالحات من جاراتها في أفراحهم وأتراحهم، ولست أدري لماذا تمنعها أنت؟ فقد يكون ذلك بسبب، وربما كان ذلك نوعا من الإذلال والتحكم الذي يصعب عليها قبوله، خاصة إذا كان أسلوب المنع صارخاً؛ ولأن ذلك يؤذيها ويقلل من مكانتها بين الناس، وقد يظن الناس بها سوءاً، فالمنع والحجر في البيوت إنما كان عقوبة لمن تأتي بفاحشة: ((فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ..))[النساء:15].
والمطلوب هو الاعتدال في هذا الأمر فإذا كانت امرأة مؤتمنة فلا مانع من أن تحدد لها الأماكن التي يمكن أن تذهب إليها وعدد مرات الخروج في الشهر حتى لا تضيع حقوق الزوج والأولاد بكثرة خروجها.
ونحن لا نؤيد مسألة الطلاق بحال لأن هناك خطوات عديدة يمكنك القيام بها مثل حرمانها من بعض الأشياء التي تحبها، وذلك بعد عمل الخطوات الواردة في قوله تعالى: ((فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ))[النساء:34]، ثم الانتباه لما ورد في قوله تعالى: ((فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا))[النساء:35].
وأرجو أن تراعي في كل ذلك عرف أهل بلدك، وما عليه الجيران، إذا لم يكن في ذلك مخالفة لثوابت هذه الشريعة العظيمة، فإننا نقبل من العادات والأعراف ما ليس فيه مخالفة لشرع ربنا.

ولست أدري هل هذا الخلاف جديد أم هو قديم قدم حياتكما الزوجية؛ لأن بعض الناس يتهاون في البداية ثم يحاول التصحيح والتشديد دفعة واحدة، دون تعليم وتدرج؟

فاتق الله في نفسك وأهلك وتذكر الجوانب الإيجابية في هذه الزوجة، ووازن بين المصالح والفاسد، واعلم بأنه لا توجد امرأة بلا عيوب، واعلم أن بيوتنا تصلح بطاعتنا لله، ورغبتنا فيما عنده وحسن التوجه إليه: ((وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ))[الأنبياء:90].
والله ولي التوفيق والسداد!

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...