أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التحكم في النفس ممكنٌ إذا كان الإنسان لديه الجدية والإرادة والعزيمة لذلك، ومن أهم سُبل التحكم في النفس هو أن يتحكم الإنسان في شهواته أولاً، ومن هذه الشهوات الغضب، وبالعزيمة سيصل إلى جعْل نفسه موائمة ومتفاعلة من الناحية الاجتماعية.

من أهم طُرق التحكم في النفس هو أن يعرف الإنسان حكم المقدرات المتوفرة لديه في داخل نفسه، ثم يقبل هذه النفس، وبعد ذلك يسعى لتطوير تلك المقدرات، وذلك من خلال اكتساب مهارات اجتماعية جديدة، والنفس تتأرجح في حالاتٍ كثيرة بين دوافع الخير ودوافع الشر، ولكن الإنسان المستنير والمستبصر يستطيع أن يوجه إرادته دائماً نحو الخير، ولابد للإنسان من الصحبة الجيدة التي سوف تُعينه على نفسه.

أما فيما يخص اكتساب الإرادة القوية، فهذا أيضاً يكون بالإصرار، وأن لا يحاور الإنسان نفسه أو يساوم ذاته، فإذا رأى أن الأمر الذي يود القيام به من الواجبات الضرورية فيجب أن لا يُساوم في ذلك مطلقاً.

أما تغيير العادات السيئة، فمن الواضح أن لكل عادة سيئة ما يُقابلها من العادات الطيبة، فعليك أن تنظري في أي عاداتٍ سيئة موجودة في حياتك وتستبدلي كل واحدةٍ منها بما يقابلها من عادةٍ إيجابية وخيّرة، وهذا يكون أيضاً بمحاسبة النفس والتفكير في العادة الجيدة حتى تكون ثابتة في داخل النفس.

التمارين الرياضية تُفيد بصفةٍ عامة في رفع الكفاءة النفسية، وتنظيم النوم، وامتصاص الطاقات الغضبية، وهذا بلا شك يؤدي إلى أن تكون النفس أكثر هدوءاً وأكثر طمأنينةً .

الرياضة المطلوبة لا شك هي الرياضة الفكرية والرياضة الإيمانية والرياضة البدنية، فهذه كلها تؤدي إلى التحكم في النفس واكتساب الإرادة القوية، وتغيير العادات السيئة، فأرجو الحرص على ذلك .

وبالله التوفيق.