أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سالم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الشعور بالضيق في الصدر هو ناتجٌ عن توترٍ نفسي داخلي يمكن أن نعتبره نوعاً من أنواع القلق الشديد، وأنت في هذه الحالة لديك أسباب واضحة، وهي أنك مبتعدٌ عن أسرتك، ولديك أعراض أخرى للقلق تتمثل في التوتر والخفقان في القلب وعدم الراحة في النوم.

بالطبع لا ننصحك مطلقاً بترك العمل؛ حيث أنك تعمل من أجل اكتساب قوتك وقوت أسرتك، وهذا على العكس، فمن المفترض أن يؤدي إلى شعورك بالراحة والإنجاز والإيجابية.

من الأساليب التي تُساعد في تقليل الخوف والضيق والتوتر ممارسة تمارين الاسترخاء، وهذه التمارين لها عدة طرق، من أبسطها أن تستلقي في مكانٍ هادئ وأن تغمض عينيك، وأن تفتح فمك قليلاً ثم تأخذ شهيق -أي تنفس- عميق وببطء لمدة 45 ثانية على الأقل، ثم بعد ذلك تمسك أو تقبض على الهواء في صدرك لزمنٍ لا يقل عن 15 ثانية، ثم بعد ذلك تأتي عملية الزفير بنفس الهدوء والبطء الذي قمت به في أثناء تنفيذك لعملية الشهيق.
يكرر هذا التمرين أربع إلى خمس مرات في كل جلسة، بمعدل جلستين في اليوم .

سيكون أيضاً من المفيد لك تماماً أن تمارس أي نوع من الرياضة بصورة متدرجة، وأفضلها رياضة المشي؛ حيث أن الرياضة تؤدي إلى الشعور بالاسترخاء، ويكون الإنسان منقطعاً مع نفسه، كما أن هنالك مواداً كيميائية معينة تؤدي إلى الراحة النفسية لا تفرز إلا في أثناء الحركة الرياضية، كما أن الرياضة تؤدي إلى زيادة الدورة الدموية والأوكسجين في المخ، مما يقلل من القلق، والشعور بالراحة بإذن الله .

هنالك طرق أخرى من أهمها أن تبني لك دائرة من الأصدقاء، وتكوّن لك علاقات، وتتواصل مع الآخرين، ولا شك أن حرصك على صلاة الجماعة والذهاب للمساجد وحضور الدروس سيكون أيضاً مفيداً لك من الناحية النفسية، وسوف يؤدي إلى الشعور بالطمأنينة .

أرجو أن لا يكون تفكيرك سلبياً نحو الأدوية؛ حيث أنه توجد الآن والحمد لله أدوية فعالة وممتازة تعالج القلق دون أن تسبب أي نوع من الإدمان .

هنالك دواء بسيط يعرف باسم موتيفال، أرجو أن تقتنع بأن تأخذ منه حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوع، ثم ترفع هذه الجرعة إلى حبتين صباحاً ومساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض العلاج إلى حبةٍ واحدة ليلاً لمدة شهر.
هذا الدواء مفيد ومريح جداً، ويمكنك الحصول عليه دون وصفة طبية في معظم البلدان، كما أنه لا يكلف كثيراً من الناحية المالية .

وبالله التوفيق.