أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : دعوة صديقة لا تصلي وغير متحجبة
لدي صديقة غير متحجبة ولا تصلي، وأنا أنصحها وهي تقول أن هذه مسألة بينها وبين الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ زينب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فإن الصلاة صلةٌ بين العبد وربه تبارك وتعالى، وهي كما قال عمر في رسالته لعمالة: (إن أهم أموركم عندي الصلاة فمن حافظ عليها فهو لما سواها أحفظ ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ) وهي العلامة الفارقة بين أهل الإيمان وغيرهم، قال صلى الله عليه وسلم: (
وليس بين الله وبين أحد من عباده نسب إلا التقوى، والصلاة ميزانٌ للأعمال في الدنيا والآخرة، وكان السلف إذا أرادوا أن ينظروا في دين إنسانٍ معين نظروا في صلاته، فإن كان من أهلها المواظبين عليها ظنوا به الخير وأملوا فيه خيراً، والصلاة هي أول ما يُحاسب عليه الإنسان يوم القيامة، فإن صلحت صلح سائر عمله.
ولست أدري على أي أساسٍ بنيتِ صداقتك مع فتاةٍ لا تصلّي ولا ترتدي الحجاب؟!
وأرجو أن تعلمي أن كل صداقة ومحبة لا تؤسس على الصلاة والطاعة والتقوى تنقلب في الآخرة إلى عداوة، قال تعالى: (( الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ ))[الزخرف:67].
ولذا، فأرجو أن تجتهدي في نصحها، فإن لم تستجب فلابد من فراقها طاعةً لله، واحرصي على مصادقة من تسجد لله وتحرص على طاعته.
والصلاة من شعائر الإسلام وأركانه الظاهرة التي لا يقبل من مسلم ولا مسلمة حتى يؤديها، ولذلك حتى أهل النفاق كانوا يوأدونها -لكنهم كانوا يأتونها وهم كسالى- لأنهم يعلمون أن تارك الصلاة يُقام عليه حكم الله بعد أن يُستتاب، ولم يعرف أهل الإسلام ترك الصلاة إلا بعد فترة الاستعمار البغيض، وقد أحسن من قال:
خسر الذي ترك الصلاة وخابا **** وأبى معاداً صادقاً وماباً
إن كان يجحدها فحسبك أنه *** أضحى بربك كافراً مرتاباً
فالشافعي ومالك رأيا له **** إن لم يتب حد الحسام عقاباً
وقال بلال بن سعد بن أبي وقال رضي الله عنه لأبية في قوله تعالى: (( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ ))[الماعون:4-5] أهم الذين لا يصلون؟ قال: لا يا بني، لو تركوها لكفروا، ولكنهم الذين يؤخرونها عن وقتها.
وليس هذا العذر مقبول، وأرجو أن تتلطفي في نصحها، وتختاري الوقت المناسب والكلمات الرقيقة، واختاري مكاناً بعيداً عن سمع الناس وأبصارهم، وقدمي لها نصيحة مغلفة بالحب والشفقة، واختاري مدخلاً إلى نفسها، وذلك كأن تقولي لها: أنت مؤدبة ومتعاونة مع الزميلات، وهم يمدحونك، ولكن ما أحوج هذا الوجه الجميل إلى حجابٍ يستره، وما أحوج هذه القلب الطيب إلى إيمانٍ يعمره، وما أحوجك إلى سجود لله الذي تفضل عليك وأنعم عليك.
وأرجو أن يعاونك على نصحها من تحب من زميلاتها ومعلماتها، ولك شكرنا وتقديرنا على اهتمامك، وكثّر الله في فتياتنا من أمثالك.
نسأل الله لنا ولكم الهداية والثبات حتى الممات.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
زملائي في العمل يغارون مني، فكيف أحسن علاقتي بهم؟ | 2361 | الاثنين 01-06-2020 04:39 صـ |
كيف أقنع زميلاتي بأن النقاب واجب شرعي على الجميع؟ | 2600 | الأربعاء 18-09-2019 12:43 صـ |
كيف يمكنني مساعدة أهلي في التوبة عن التجاوزات والمنكر الذي يحدث في بيتنا؟ | 3862 | الخميس 16-05-2019 09:45 صـ |
كيف لي أن أنصح بمن يستهزئ بي؟ | 1844 | الخميس 24-01-2019 08:43 صـ |