أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : لا أستطيع الاندماج مع أصدقائي بسهولة.. أريد حلا
أعاني من صعوبة التعرف أو بدء الحديث مع من حولي من أصدقاء أو أقارب مما يسبب لي قلة ثقة بالنفس، وأكره أن أكون وحدي بمكان عام كالمدرسة، أو مجلس وأفقد ثقتي بنفسي عندما أكون وحدي إذا كنت بين مجموعة من الناس، وبالخصوص إذا كنت أعرفهم، وأشعر أني محط أنظار الجميع.
أحياناً إذا تناقشت مع أحد أشعر بالخفقان، وأحياناً أشعر برجفة باليد، مع العلم إن إخواني أصغر مني بكثير، واعتدت أن أكون وحدي بالمنزل، وأنا الآن بتخصص يتطلب مني المواجهة والكلام، وأريد تحسين سلوكي وقدراتي على مواجهة الغير بثقة.
وفي الغالب إذا أردت البدء التعرف على أحدهم يحصل لي موقف يجعل العلاقة بيننا غريبة، وعند التحدث بالواتس اب أكون أفضل وأحسن، وأجيد الكلام براحة، وأشعر أنها شخصيتي فعلاً، لكن بالواقع لا يحصل ذلك وأكون كشخص آخر، أنا ليست انطوائية؛ لأني أريد الأصدقاء والتعرف، لكن لا أستطيع الاندماج بسهولة.
عندي عدد قليل من الأصدقاء، ولكن لا أملك صديقا مقربا مني للغاية لدرجة أني أخبره بكل شيء عني؛ لأني لا أحب التكلم عن كل شيء يخصني، وتفاصيل حياتي، وعند التحدث عن شيء يخصني أشعر بالندم لاحقاً؛ لذلك أفضل الصمت عن ما يخصني والتكلم بمواضيع عامة، أو مواضيع تخصهم، وأنا لأول مرة أعرض مشكلتي بالرغم من وجودها منذ فترة مراهقتي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدون اسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وتقبّل الله طاعاتكم وصيامكم.
ما تعانين منه أمرٌ بسيط جدًّا، لديك شيء من قلق المخاوف ذو الطابع الاجتماعي، لم يصل -الحمد لله- لمرحلة الرهاب، والخوف يُعالج بضدّه، وهو الإقحام والاقتحام والتعريض، يعني: أن تُعرِّضي نفسك لمصدر عدم الارتياح والخوف، وأن تقتحمي الفكرة بما هو مضاد لها.
وأريد أن أؤكد لك حقيقة مهمَّة جدًّا، وهي: أن المشاعر التي تأتيك عند هذه المواجهات – كالشعور بالخفقان ورجفة اليد، وفي أحيانٍ كثيرة مَن يشتكي أنه حدث له احمرار في الوجه، أو تلعثم في الكلام – هذه الأعراض تكون موجودة لكنّها بدرجة بسيطة وبسيطة جدًّا، ليس بنفس الكمِّ والكيف التي يتصورها الشخص الذي يُعاني من المخاوف، ولا أحد يُلاحظُ عليك ذلك.
هذه حقيقة مهمَّة جدًّا؛ لأنك إذا تفهمتِ تلك الحقيقة على أصولها هذا سوف يعطيك طمأنينة كبيرة، أي أن الطرف الآخر لا يطّلع على مشاعرك والتغيرات الفسيولوجية التي تحدث والتي تؤدي إلى الخفقان مثلاً.
والأمر الآخر: دائمًا كوني في الصفوف الأمامية في كل شيء، في المرفق الدراسي كوني في الصف الأول، في المنزل تدرَّبي مع أسرتك أن تأخذ مبادرات، أن تحضّري مواضيع تتكلّمي فيها، وعلَّمي نفسك أن تكون نبرة صوتك متوازنة، وتعابير وجهك أيضًا مناسبة، ولغة جسدك – خاصّة حركة اليدين – تكونُ معبّرة، هذه الثلاثة مهمَّة جدًّا.
ويا حبذا الإنسان لو تعلَّم أن يهمس مع نفسه عند البداية بالكلام وعند المواجهة (بسم الله الرحمن الرحيم)، تفتح كل شيء، تأتي بالخير والراحة. فهذه أمور أريد أن أذكّرك بها.
تمرين ثالث: أريدك أن تلجئي لما نُسمِّيه بالتعرض في الخيال، تتصوري أنك تقدمي هذا البرزنتيشن Presentation أمام مجموعة كبيرة جدًّا من الطلَّاب والطالبات والأساتذة والدكاترة، وهذا الخيال يجب أن يكون خيالاً دقيقًا ومنضبطًا، بمعنى أن تحضري بالفعل وتجلسي مثلاً في الغرفة، أن تذهبي في مقدمة الغرفة وتتخيلي أنك أمام الطاولة، ومستعدة الآن أن تبدئي في البرزنتيشن، والقاعة مليئة بالناس، وتبدئي في تقديم هذا البرزنتيشن، نعم، بكل تفاصيله، حتى ولو استغرق نصف ساعة أو ساعة، هذا نُسمِّيه (التعرُّض في الخيال) لكنّه مفيدًا جدًّا جدًّا لمن يقوم به.
إذًا هذه هي الأسس العلاجية الرئيسية.
أرجو أيضًا أن تُطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرّجي، وتعلّمي في بداية المقابلات أن تأخذي نفسًا عميقًا، أن تملئي صدرك بالهواء، إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) وضحنا فيها كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أنه توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضّح كيفية تمارين الاسترخاء.
هذه الأشياء الرئيسية التي أنصحك بها، وإن شاء الله تعالى سوف تُعالج هذه المشكلة تمامًا.
طبعًا توجد أدوية تزيل هذا النوع من المخاوف، لكن أعتقد أن مخاوفك بسيطة، وفي مثل سِنك هذه لا داعي لتناولها.
بارك الله فيك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. | 1884 | الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ |
كيف أتخلص من رغبة الانعزال في البيت وأصبح اجتماعيًا؟ | 1775 | الأربعاء 15-07-2020 01:10 صـ |
نوبات الهلع جعلتني أنعزل عن الناس | 1568 | الثلاثاء 16-06-2020 01:06 صـ |
أشعر بالدونية والخوف، وأحب العزلة والانطواء، ما العلاج؟ | 4437 | الاثنين 11-05-2020 03:36 صـ |
معاناتي من الانطوائية زادت، كيف الخلاص؟ | 2664 | الخميس 23-04-2020 02:54 صـ |