أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أريد أخي أن يتزوج ولا يبقى وحيدا، كيف أقنعه؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم . .

أخي يبلغ من العمر 46 سنة، وبمنصب مرموق، ويرفض رفضا قاطعا محاولة الارتباط، ورغم تأكدي بطرق خاصة سرية أنه لا يعاني أي مرض طبي، أو أنه يمارس علاقات محرمة، إلا أنني حائرة جدا، فهو محافظ على فرائض الدين من صلاة وزكاة وصوم، وأخلاقه حسنة، وأغلب من يتعامل معه يحبه، فهو رجل بمعنى الكلمة، فقد قضى نصف عمره في سلسلة من المعاناة، فتحمل الإنفاق بعد وفاة الوالد لسنوات عديدة، وتحمل تكاليف زواجي، وأعجب بزميلة له بالعمل، ولكن لم يكن يملك مؤونة الزواج في حينها، إلى أن تزوجت.

وبعدها مكث 10 سنوات يرعى أمي المريضة بالزهايمر، ولم يتركها لدور المسنين، رغم شعوره أن الوالدين قصروا في حقه تقصيرا شديدا، وظلموه إلى أن وصل لهذا السن وحيدا، وقرر الاستمرار، فهو لا يجد في نفسه الدافع، والمقصود بالدافع ليس الميل للنساء أو أنه عنين، ولكن الحافز أنه لا يريد أحدا في حياته، فيكفيه ما لقي من أقرب الناس إليه، فما هو الحل؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك اهتمامك بأخيك، والحرص على مصالحه، ولا شك أن ما ذكرت من صفات هذا الأخ تجعل من يسمعها يتفاءل له بالخير في دنياه وفي آخرته، فإن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا، والصفات الجميلة في الإنسان وأعماله الحسنه تجلب له الخير، وتفرج عنه الهموم، والآيات والأحاديث الدال على هذا المعنى كثيرة مستفيضة، ولكن هذا الأخ في حاجة إلى تذكيره بمنافع الزواج، وأن الزواج فيه فوائد عظيمة يحتاجها الإنسان في حياته وبعد مماته، فينبغي أن يذكر له ما يحتاجه هو من المؤانسة، والولد يقوم عليه حين الضعف كما فعل هو في والدته التي قام برعايتها وأحسن إليها عند ضعفها.

وينبغي أن يذكر بأن الولد امتداد للوالد بعد مماته، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا مات ابن أدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. ومنها ولد صالح يدعو له)، ومنها حصول السكينة والاطمئنان في البيت، وينبغي أن تتلطفي به في إيصال هذا المفهوم إلى نفسه، وأن الأزواج ليسوا نسخة واحدة متكررة، وأن ما حصل في أسرته الأولى ليس بالضروري أن يتكرر ثانية، ولو كان الزواج كذلك لكان أكثر العالم لا يتزوجون، فبشيء من المناصحة والتذكير بفوائد الزواج ومنافعه، نأمل إن شاء الله تعالى أن يتراجع هذا الأخ عن هذا القرار ويسعى إلى التزوج.

ولكن إذا لم يتزوج فإن الأمر كما قال، لم يخالف فيه شريعة الله تعالى فإن الزواج ليس واجباً إلا على من خشي على نفسه أن يقع في الحرام وهو قادر على الزواج، أما إذا لم يكن الحال كذلك، فالزواج غير واجب، ولكنه مستحب في حالات كثيرة، فينبغي أن يرغب فيه، وأن يذكر بالأحاديث الحاثة على الزواج فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يا معشر الشباب من استطاع أن يكمل باءه فليتزوج)، وأمر عليه الصلاة والسلام الزواج في أحاديث كثيرة والإنجاب، وأخبر أنه يباهي بهذه الأمة يوم القيامة، فالزواج إذاً من سنة المؤمن سنة النبي صلى الله عليه وسلم كما من سنة المرسلين، فينبغي الحرص عليه اتباعاً للأنبياء وتحصيلاً لهذه الفوائد التي ذكرناها.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يصلح شأن هذا الأخ، وييسر له الخير ويقدر له الخير حيث كان، ويرضيه به.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تأخر زواجي أصابني بنوبات من الحزن والقلق، فما الحل؟ 1574 الأربعاء 15-07-2020 03:51 صـ
ما الفائدة من الزواج في ظل هذا الفساد؟ 1571 الثلاثاء 14-07-2020 05:37 صـ
لدي خوف من الزواج لعدة أسباب، ما الحل؟ 4035 الأربعاء 08-07-2020 02:01 صـ
حلول للزواج في زمن الوباء، أفيدوني. 920 الاثنين 06-07-2020 04:11 صـ
بسبب الضغط الذي أعيشه أشعر بأني لا أرغب بالخطوبة ولا الزواج. 825 الأحد 05-07-2020 03:28 صـ