أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : قررت عدم الزواج بعد استشهاد من أحببته

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.

القصة باختصار أنني أحبب شخصا متزوج، مع وجود مشاكل معينة بعلاقتهم والبعد السكني بينهم، فهو يسكن بفلسطين وهي ببلد آخر لظروف معينة، ويقوم بزيارتهم من وقت لآخر، المهم أننا أحببنا بعضنا جداً وكنا ننتظر الوقت المناسب لإقناع أهلي وتحسن وضعه، علما بأن أهله موافقين لأخذ خطوة الارتباط ولكن فجأة قبل فترة استشهد على يد الصهاينة -رحمه الله-.

السؤال هو اني اتخذت قراري بعدم الزواج نهائياً وادعي الله ان يجمعني به ويكون لي به نصيب في الجنة، هل يوجد امل بأن يجمعني الله به في جنات النعيم ام لا . لا استطيع تقبل فكرة موته او ان اكون مع احد غيره ، غيرت حياتي وتقربت من ربي بعد وفاته حتى ارضي ربي وانول الجنة بإذن الله
هل من الممكن ان اكون من نصيبه بالجنة اذا كنا من اهل الجنة بإذن الله تعالى؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الفاضلة-، وردا على استشارتك أقول مستعينا بالله تعالى:

اتخاذك القرار بألا تتزوجي ليس بصواب مهما كان حبك لذلك الرجل ومهما كانت فيه من الصفات، فإن ذلك يخالف الفطرة التي فطر الله الناس عليها.

مهما حاولت من عمل فإنك لن تشعرين بالراحة والسعادة؛ لأن النفس البشرية تشتهي الزواج، ولعل العمر يمضي بك فتشعرين بالحسرة والندامة حيث لن يتقدم لك أحد إن عرفوا عزوفك عن الزواج.

أمور الغيب بيد الله تعالى وما يدرينا من سيكون في الجنة منا ولا يستطيع أحد أن يحكم بأن فلان الذي مات أنه في الجنة، بل ذلك مخالف لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه نهى عن الشهادة لأحد بالجنة هذا من جهة، ومن جهة أخرى نحن لا نعرف أين يكون مصيرنا، فقد ورد في الحديث: "... وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها...".

هذا الرجل قد مات فكيف لا تتقبلين موته، بل يجب أن تتقبلي ذلك حتى لا تكوني معترضة على قدر الله سبحانه وأنت تعلمين أننا جميعا سنموت ولن يخلد أحد.

تغييرك لحياتك شيء طيب لكن لا يجوز أن تفعلي ذلك من أجل أن يكون ذلك الرجل من نصيبك في الجنة؛ لأن العبادة التي يتقرب بها العبد لربه يجب أن تكون خالصة لوجهه حتى ينال العبد الأجر والثواب وعليه فلا بد أن تصححي نيتك مع الاستمرار في الاستقامة والإكثار من العمل الصالح.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد وسلي ربك أن يرزقك الزوج الصالح الذي يسعدك في هذه الدنيا، فإن تقدم لك من تتوفر فيه الصفات المطلوب توفرها في شريك حياتك وأهمها الدين والخلق فصلي صلاة الاستخارة وادعي بالدعاء المأثور ومن ثم وافقي عليه، فإن سارت الأمور بيسر وسلاسة فاعلمي أن الله قد اختاره ليكون زوجا لك، وإن تعسرت الأمور فذلك دليل أن الله قد صرفه عنك.

أكثري من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).

إذا وكل العبد أمره لله ليختار له الأصلح فلن يخيب الله ظنه فإن اختيار الله للعبد أفضل من اختيار العبد لنفسه.

الزمي الاستغفار، وأكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب، ففي الحديث: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
خطيبي إنسان جيد لكني لا أتقبل شكله، فماذا أفعل؟ 1661 الأحد 19-05-2019 08:33 صـ
تقدم لي خاطب متدين، لكني لست مرتاحة، فما الحل؟ 1800 الثلاثاء 12-03-2019 04:48 صـ
رفضت الشاب الخلوق الذي تقدم لي والآن أشعر بالذنب! 2497 الثلاثاء 19-02-2019 05:26 صـ
تغيرت مشاعري نحو خطيبي من حب إلى نفور، فما السبب؟ 2693 الخميس 03-01-2019 08:07 صـ