أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أعاني من الرهاب الاجتماعي وأتناول السيرترالين.. هل أغيره؟
أعاني من الرهاب الاجتماعي، فعندما أتكلم مع الناس يرتعش صوتي، وتتغير ملامح وجهي، وعندما أحس الناس ينظرون إلي أرتبك وأشعر بسرعة تنفس وترتجف شفتاي، فذهبت إلى الطبيب، فوصف لي باروكستين 20 مل لمدة شهر، ثم رفعت الجرعة إلى 40 مل لمدة شهرين، وبضعة أيام لم أشعر بالتحسن من الرهاب الاجتماعي، فذهبت إلى الطبيب مرة أخرى، فوصف لي سيرترالين 25 مل لمدة عشرة أيام، ثم 50 مل لمدة شهر ثم 100 مل لمدة 4 أشهر، لكن أيضا لم أشعر بالتحسن.
علما بأن الباروكستين والسيرترالين حين كنت أتناولهما كانا يسببان لي أحلاما كثيرة ومزعجة بصفة يومية، فتركت استخدامهما، وتوقفت عن العلاج لمدة سبع!
لكن الآن رجعت واشتريت سيرترالين، وبدأت أتناول 25 مل لمدة عشرة أيام، وأنا في بداية العلاج الآن، بماذا تنصحوني؟ هل أغير الدواء أم أرفع جرعة السيرترالين إلى 150 مل؟
وشكرا جزيلا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هارون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك يا أخي في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية..
يتميز الناس في السودان بفضل الله تعالى بالتواصل الاجتماعي الإيجابي، الناس تحرص على تلبية الدعوات، المشاركة في الواجبات الاجتماعية، حضور الجنائز، تقديم واجبات العزاء، زيارة المرضى، صلة الرحم، الصلاة -الحمد لله-، المساجد ممتلئة، فهذه كلها علاجات ضرورية جداً للرهاب الاجتماعي.
وبالمناسبة أنا تواصلت مع زملائي الأطباء النفسيين في السودان، وحالات الرهاب الاجتماعي ليست كثيرة بفضل الله تعالى، وذلك لوجود هذه المكونات العلاجية الاجتماعية كنسق من حياة الناس العادية.
فيا أخي الفاضل: أنا أريدك أن تستفيد من هذا الوضع الاجتماعي، لا تتخلف عن واجب اجتماعي، لا تتخلف عن صلاة الجماعة، كن في الصف الأول، وابن صداقات -أخي الكريم- ودائماً حين تتكلم مع الناس راع لغتك الجسدية، حركة اليدين، نبرة الصوت، تعابير وجهك، واعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، هذه أمور أساسية تطبيقية لا تتجنبها، وأنا أؤكد لك أن أداءك أفضل مما تتصور، ولا أحد يلاحظ عليك أي شيء، لا تلعثم، ولا تعرق، ولا احمرار في الوجه كما يعتقد البعض، فإذاً اقتحم الحياة الاجتماعية بصورة أقوى.
أنا أعرف أنك لا تتخلف عن واجباتك، لكن أريدك أن تتخذ هذه الوسيلة العلاجية، وصحح مفاهيمك حول الخوف الاجتماعي، لا أحد يلاحظك، لا أحد يراقبك، ولا أحد متسلط عليك من حيث أنه يلاحظ كل حركاتك وتغيرات الجسدية، هذا الكلام ليس صحيحا أبداً.
ويا أخي الكريم أيضاً الانضمام لعمل خيري، أو جمعية لتحفيظ القرآن، أي نوع من التجمع الاجتماعي المفيد يعالج الرهاب الاجتماعي، الأدوية كلها متماثلة لا بد أن أكون واضحاً معك في هذا السياق، الأساس هو العلاج السلوكي الذي تحدثنا عنه، الأدوية قريبة من بعضها البعض، لا أقلل من قيمتها، لكن أقول لك أنها قريبة جداً من بعضها البعض، وقطعاً السيرترالين من أفضلها، فأنت بدأت استعمالها الآن، توكل على الله استمر عليه، وبعد جرعة الـ 25 مليجراما هذه، اجعل الجرعة 50 مليجراما، ثم بعد أسبوعين اجعل الجرعة 100 مليجرام، ثم بعد أسبوعين اجعلها 150 مليجراما، وهذه سوف تكون جرعة علاجية كافية جداً، أريدك أيضاً أن تدعمها بعقار رسبيريادون 1 مليجرام فقط، تناول الرسبيريادون ليلاً، وجدنا الرسبيريادون أو الأريببرازول من المدعمات الممتازة جداً لعقار السيرترالين على وجه الخصوص، لدي عدد كبير من الأخوات والإخوان الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي، حيث أنهم كثيرون في المنطقة التي أعمل فيها.
وقد وجدت أن تدعيم أحد مضادات الرهاب مثل الباروكستين أو السيرترالين بجرعة صغيرة من الرسبيريادون أو الاريببرازول ذات فائدة كبيرة، ويمكن أن تتناول الرسبيريادون مثلاً لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، جرعة الـ 150 مليجراما استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك من المفترض أن تكون الحالة قد استقرت وارجع لجرعة وقائية، وأنا أرى أن 100 مليجرام سوف تكون جرعة ممتازة جداً للوقاية، استمر عليها لمدة 6 أشهر، ثم بعد ذلك التوقف التدريجي والوقاية الأساسية أو ما نسميه بالوقاية الصغرى تجعل السيرترالين 50 مليجراما يومياً لمدة عام مثلاً، ثم تتوقف عنه من خلال تخفيض الجرعة إلى 25 مليجراما لمدة شهر، ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عنه بعد ذلك.
والله الموفق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أشعر بضعف الشخصية خارج البيت وأمام الناس، فما الحل؟ | 1500 | الاثنين 10-08-2020 02:36 صـ |
لا أعرف أن أعبر وبعض كلامي غير مفهوم | 1137 | الاثنين 13-07-2020 03:32 صـ |
كيف أتغلب على ضعف الشخصية وأستعيد ثقتي بذاتي؟ | 2264 | الاثنين 06-07-2020 05:45 صـ |
أعاني من عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين | 1405 | الأربعاء 01-07-2020 05:35 صـ |
أعاني من الصمت المرضي.. كيف أتخلص منه؟ | 1682 | الاثنين 15-06-2020 01:31 صـ |